جانب من الاحتفالات باليوم الوطني 
المحليات

اليوم الوطني الـ 94.. لماذا يحتفل السعوديون بالمناسبة الغالية؟

فريق التحرير

يُعد الاحتفال باليوم الوطني في المملكة العربية السعودية، مناسبة غالية على السعوديين كافة؛ حيث تغمر الفرحة المواطنين في سياق قيم الانتماء والوفاء للوطن وتاريخه وقيادته، ويجدد الاحتفال التذكير بأول يوم وطني في تاريخ المملكة وأسبابه.

ففي عهد الملك عبد العزيز – رحمه الله – كانت بلاد الحرمين الشريفين على موعد مع صدور قرار نائب الملك في الحجاز في اليوم الأول من جمادى الآخرة 1348هـ - الموافق الثاني من نوفمبر عام 1929م، بشأن الاحتفال باليوم الوطني، وفي الثامن من يناير عام 1930م، بدأ أول احتفال بتلك المناسبة في المملكة.

منذ ذلك التاريخ وحتى 23 عاماً تواصل الاحتقال بتلك المناسبة؛ أي بين عامي 1930م و 1953م، ويمثل ذلك اليوم أهمية كبرى في التاريخ السعودي والعربي، فضلا عما يحمله ذلك التاريخ من معان ودلالات، تجسد الجهود التي سجلها التاريخ بشأن وحدة الكلمة والصف في سبيل بناء الوطن وجمع أبنائه على كلمة سواء.

بعد رحيل الملك عبد العزيز، تم اختيار يوم آخر هو يوم الـ 12 من نوفمبر كيوم لجلوس الملك سعود، وظل الاحتفال في ذلك الموعد حتى عشرة أعوام بين عامي 1954م و 1963م، أعقب ذلك تولي الملك فيصل حكم البلاد، وارتأى تحديد يوم ثابت لليوم الوطني بدلا من ربطه بيوم الجلوس الذي يتغير تبعا لتاريخ تولي كل ملك مقاليد الحكم في البلاد، وتم عرض الموقف على مجلس الوزراء، ومن بعد ذلك أختير يوم الـ 23 من سبتمبر يوما وطنيا للمملكة.

يعني الاحتفال باليوم الوطني في المملكة لأهلها وقيادتها، تاريخا يتجدد وعرفانا لعهد الأجداد، حيث يخلد ذكرى غالية على نفس كل سعودي وعربي وهي ذكرى توحيد المملكة وتأسيسها على يدي جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود  - رحمه الله -، تلك الشخصية الاستثنائية في تاريخ الحجاز والعالم، ومن بعده الملوك الميامين الذين واصلوا الوفاء بالعهد وصانوا مقدرات البلاد والعباد؛ ولذلك يأتي الاحتفال بذلك اليوم تجسيدا لعلاقة متكاملة بين الشعب وقيادته وترجمة أسمى قيم ومعاني الانتماء.

تتناغم مشاركة الإعلام السعودي وجميع مؤسسات الدولة في المملكة بفعاليات اليوم الوطني، مع مشاركات شعبية تجدد التأكيد على وفاء متبادل وإرث عطاء يتنامى بمشاعر صادقة يريد المحتفلون بها غرس قيمها لدى الأجيال الجديدة؛ ليوثق تاريخ المملكة تواصلا ممتدا من أجيال الأجداد إلى الآباء ثم الأحفاد، وليعلم القاصي والداني أن هذا البلد يواصل الصعود على أكتاف رجال أوفياء ضحوا ولا زالوا يقدمون التضحيات من أجل رفعة وطن معطاء لشعب يستحق وقيادة اتخذت الوفاء منهجا لأرقى أداء سياسي شهد له جميع المنصفين من المؤرخين الثقات.

مرر للأسفل للمزيد