أوضح الأمين العام للمركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف «اعتدال» الدكتور منصور الشمري، أن الإنسانية لا تعرف سوى التسامح والتعايش وتقبل الآخر، وترفض كل ما يفرّق ولا يجمع.
وقال في كلمة خلال استقباله بمقر المركز في الرياض، أمس، وفدًا دوليًا من القيادات الدينية حول العالم: إن العالم يمر بتحولات لا تخفى على أحد، ومتغيرات لم تخلُ من تصاعد حدة الخطابات المتطرّفة وتداعيات ما بعد جائحة كورونا وصراعات جديدة ضاعفت من التحديات الاقتصادية والاجتماعية، ومن ثم فإن هذه المتغيرات غير التقليدية تتطلب تعاطيًا غير تقليدي وأكثر مرونة من ذي قبل، يرتكز على الشراكة في التعامل مع هذه التحديات العالمية التي لا ترتبط بدين أو عرق أو ثقافة أو مكان .
وأضاف: في ظل التطورات الاتصالية والثورات التقنية خصوصًا فيما يتعلق بمنصات التواصل الاجتماعي، وما يمثله ذلك من نقلة تقدمية إلا أنها تزيد من أعباء التعامل مع التحديات التي من بينها انتشار المحتويات المتطرفة بصورة متسارعة، تستهدف بصورة رئيسة فئات الشباب بل صغار السن تحديدًا، وهو ما يجعلنا أمام حاجة مُلحة لتضافر الجهود حتى لا نصطدم بواقع أكثر تعقيدًا في المستقبل، كما ندعو إلى أهمية صياغة إستراتيجيات مشتركة للتعاطي مع تلك التحديات، على أن تكون قادرة على الوصول إلى هذا العالم التقني والرقمي الجاذب للشباب وصغار السن، كما نؤكد تمكين المرأة لتمارس دورها الرئيس في رسم الاستراتيجية إيمانًا بدورها في المجتمع.
وبيّن الدكتور الشمري، أن الجميع من مختلف الثقافات والأديان والحضارات تجمعهم الإنسانية التي لا تعرف سوى التسامح والتعايش وتقبل الآخر، وبالمقابل ترفض كل ما يفرّق ولا يجمع، ومن ثم فإن الجميع يشترك في هدفٍ واحد هو السلام والاستقرار للجميع، والوصول إلى عالم أكثر اعتدالًا حتى نترك لأجيالنا المقبلة واقعًا أكثر أمنًا واستقرارًا.
وأكد أن المركز يدعم الجهود المشتركة في مكافحة الأفكار والإيديولوجيات المتطرفة، والتعاون المثمر في دعم وبناء القدرات الدولية للتعامل مع ظاهرة التطرف واستخدام شبكات الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي في نشر الأفكار المتشددة، مشددًا على أهمية تعزيز قيم التعايش والتفاهم والوئام الإنساني بين الأديان والحضارات والشعوب بمكوناتها المختلفة التي تضمن حالة الاستقرار والسلام والوئام للعالم أجمع.