أكد عضو الإفتاء أستاذ الفقه بجامعة القصيم الشيخ الدكتور خالد بن عبدالله المصلح؛ أنه لا علاقة بين أصوات الحيتان وإشارات عذاب الساعة أو أشراطها.
وأوضح «المصلح» -خلال برنامج «يستفتونك»، على قناة «الرسالة»- أن «هذه الأصوات مثل زئير الأسد، ومثل سائر الأصوات التي تصدر عن الحيوانات، وهي مفزعة، ولا علاقة لها بأشراط الساعة؛ فهي ليست دلالة على الآخرة، أو قُرب حدوثها، وإنما هي من الحوادث التي تكون في سائر أحوال الناس».
وأصبح وسم #الحوت_الأزرق من أكثر الوسوم تداولًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وترافق ذلك مع محاولات عديدة لتفسير هذه الظاهرة.
وتداول مصريون وليبيون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تتضمن أصواتًا يدَّعون أنها صوت «الحوت الأزرق»، موضحين أنهم سمعوها بالقرب من سواحل البحر المتوسط، خاصةً أن هذه الفترة هي التي يهاجر فيها «الحوت الأزرق» من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي بالمناطق الاستوائية الدافئة للتزاوج.
ورغم تداول مقاطع الفيديو بكثافة، خاصةً من قبل أهالي محافظة مطروح غرب مصر، المطلة على ساحل بحر المتوسط بالقرب من الحدود المصرية-الليبية؛ فإن علماء بحار نفوا أن تكون هذه الأصوات للحوت الأزرق، فيما ذهب البعض إلى أن تكون هذه المقاطع قديمة وتنتمي إلى أي مكان آخر في العالم.
حقيقة صوت الحوت الأزرق
فيما قال الدكتور «إبراهيم أمين» رئيس مركز البيانات البحرية بالمعهد القومي لعلوم البحار بمصر؛ إن «الحوت الأزرق» من الصعب أن يمر من مضيق جبل طارق؛ لذلك نفى أن تكون الأصوات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي تنتمي إلى الحوت الأزرق.
موقع الحيتان
وأوضح أمين -في تصريحات صحفية- أن من المحتمل وجود عدد من الحيتان في المنطقة بين مرسى مطروح وسيدي براني على بعد 12 ميلًا، لكن ليست حيتانًا زرقاء.
واتفق معه محمد سالم رئيس قطاع المحميات الطبيعية بوزارة البيئة المصرية؛ إذ قال إن سماع الصوت كما ظهر في الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، ظاهرة عالمية تحدث ومسجلة في العديد من المناطق في العالم، لكن ليس من مؤكد حدوثها الفترة الأخيرة على سواحل البحر المتوسط.
أصوات الحوت الأزرق
وأضاف سالم -أثناء مداخلة هاتفية مع برنامج «حضرة المواطن»، المذاع عبر فضائية «الحدث اليوم»، مساء أمس السبت- أن أصوات الحوت الأزرق وجميع أنواع الحيتان الموجودة في العالم معروفة، وذات تردد معروف، وأن الأصوات المسموعة أبعد ما تكون صادرة عن الحوت الأزرق».
أصوات الحيتان لا تسمعها البشر
وأوضح رئيس قطاع المحميات الطبيعية بوزارة البيئة المصرية، أن المتخصصين العاملين بمحميات الساحل الشمالي، تواصلوا مع المواطنين للتأكد من سماعهم هذا الصوت، مؤكدًا أنه لم يصل من أي مواطن يقطن المنطقة معلومة تؤكد سماعه أصواتًا فعلية.
على المنوال نفسه، أوضح موقع «سنوبس» الأمريكي المختص بمراجعة الشائعات على الإنترنت، أن أصوات الحيتان ذات موجات صوتية يتعذر على البشر سماعها دون أجهزة خاصة، إلا في حالات نادرة تمكن فيها عدد قليل من سماع ما يشبه الصفير الخافت.
الحوت الأزرق ضل طريقه
هذا الحدث تكرر في مصر العام الماضي، تحديدًا في مايو 2018؛ إذ رصدت وزارة البيئة ظهور الحوت الأزرق بمياه البحر الأحمر للمرة الأولى بمنطقة خليج العقبة، لكنه من فصيلة أخرى يُعرف بالحوت الأزرق القزم (بريفكودا)، وهو من أنواع الحيتان الزرقاء، ويصل طوله إلى 24 مترًا. أما طول الحوت الأزرق فـ30 مترًا.
ويندر وجود الحوت الأزرق بالبحر الأحمر؛ لأنه غير مسجَّل على الإطلاق بالبحر الأحمر؛ لذلك من الممكن أن يكون سبب رصد ظهور الحوت الأزرق داخل مياه البحر الأحمر الدافئة إلى كونه ضل طريقه في أثناء محاولة الوصول إلى مناطق باردة شمالًا.
حقائق عن الحوت الأزرق
ويصل طول الحوت الأزرق إلى 35 مترًا، وأعلى وزن تم تسجيله بلغ 173 طنًّا. تصل السرعة الطبيعية للحوت الأزرق في المحيطات 20كم/ساعة، لكنها تزيد وتصل إلى 50 كم/ساعة عندما يكون في مجموعة.
ورغم ضخامة حجمه، فإنه يتغذى على أنواع من القشريات مثل الكريل يصل أقصى طول لها سنتيمترين، شبيهة بالجمبري، بجانب أعداد قليلة من أنواع أخرى من القشريات.
يعد هذا النوع من الحيتان غير مفترس، ولا يشكل خطورة على البشر، لكن يجب الابتعاد عنه لمسافة كبيرة.
الحوت الأزرق مهدد بالانقراض
ويتأثر الحوت الأزرق بالتغيرات المناخية من خلال زيادة نسبة المياه العذبة بالمحيطات، وتعتمد على التغير في درجات الحرارة خلال وقت الهجرة للتزاوج؛ حيث يقضي الشتاء في المناطق الدافئة جنوبًا، والصيف في المناطق الباردة شمالًا.
والحوت الأزرق مصنف ضمن الكائنات المهددة بالانقراض؛ بسبب كثافة اصطياده، وتم وضعه تحت الحماية عام 1996، وتقدر أعداده عام 2002 بما بين 5000 و12000، كما أن تقديرات الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، قدرت أعداده بما بين 10 آلاف و25 ألفًا، لكنه لا يزال يتعرض لعديد من المهددات، مثل اصطدامه بالسفن الكبيرة في المحيطات.