المحليات

الخلية الإرهابية.. تفاصيل السجل الدموي لقوات الحرس الثوري الإيراني

جرائمه طالت العديد من دول العالم..

فريق التحرير

جددت المضبوطات المتنوعة التي كانت بحوزة المقبوض عليهم من عناصر الخلية الإرهابية «التي أسقطتها الأجهزة التابعة لرئاسة أمن الدولة بالمملكة العربية السعودية»، وارتباط الخلية بالحرس الثوري الإيراني، التأكيد على أن إيران لا تزال تواصل مخططاتها الدموية، التي تخصصت فيها قوات الحرس الثوري ليس فقط عبر نشر الاضطرابات في دول المنطقة العربية، لكن في العمل على زعزعة أمن واستقرار العالم، من خلال سجل حافل بالعمليات الإرهابية، لعبت فيه الأجنحة العلنية والسرية للحرس الثوري دورًا خطيرًا في نشر الفتن والقلاقل والاضطرابات، عبر الضلوع في التفجيرات الإرهابية، والاغتيالات، وانتهاكاتها للبعثات الدبلوماسية.

وفي سبيل تنفيذ مخططاتها منذ عام1979، بادرت بتأسيس العديد من المنظمات الإرهابية الشيعية (فيلق القدس.. حزب الله في لبنان.. حزب الله بالحجاز.. عصائب أهل الحق في العراق.. جماعة الحوثي في اليمن.. خلايا الأشتر في البحرين، والتواطؤ مع تنظيم القاعدة...) ما يجعل من إيران، في ظل نظامها الحاكم وتوجهاته الدموية، الدولة الأولى الراعية والداعمة للإرهاب في العالم، وقد تمت إدانة طهران من قبل الأمم المتحدة، وتم فرض عقوبات دولية عليها في هذا الشأن.

وقد بادرت طهران العام 1982 باختطاف 96 مواطنًا أجنبيًّا في لبنان، بتخطيط من طهران، وتنفيذ من حزب الله، وفي العام 1983 تم تفجير السفارة الأمريكية في بيروت عبر عملية دبرها النظام الإيراني؛ تسبب في مقتل 63 شخصًا في السفارة، وفي العام نفسه، قام الإيراني التابع للحرس الثوري، إسماعيل العسكري، بتنفيذ عملية انتحارية في بيروت ضد مقر مشاة البحرية الأمريكية؛ تسببت في مقتل 241 مجندًا وإصابة 100 آخرين، من أفراد البحرية والمدنيين الأمريكان، وفي العام نفسه، تم تفجير مقر القوات الفرنسية في بيروت بالتزامن مع تفجير مقر القوات الأمريكية؛ ما أسفر عن مقتل 64 فرنسيًّا مدنيًّا وعسكريًّا، تم تنفيذها من «حزب الله».

ووفق السجل نفسه، فقد نفذت عنصر من حزب الله وحزب الدعوة الشيعي المدعوم من إيران العام 1983، هجمات ضد السفارة الأمريكية والسفارة الفرنسية في الكويت، ومصفاة نفط، وحي سكني أسفر عن مقتل وإصابة 13 شخصًا، وفي العام نفسه، تم قصف ناقلات نفط كويتية في الخليج، وفي العام 1984 قام «حزب الله» بهجوم على ملحق للسفارة الأمريكية في بيروت الشرقية، تسبب في مقتل 24 شخصًا، وفي العام 1985 تمت محاولة تفجير موكب الشيخ جابر الأحمد الصباح (أمير الكويت السابق) الذي نتج عنه مقتل وإصابة عسكريين خليجيين.

وفي العام 1985، دبر النظام الإيراني عملية اختطاف طائرة خطوط (TWA) واحتجاز 39 راكبًا أمريكيًّا كانوا على متنها لمدة أسابيع، قبل قتل أحد أفراد البحرية الأمريكية فيها، وفي عام 1986 حرضت إيران حجاجها على القيام بأعمال شغب في موسم الحج ما نتج عنه تدافع الحجاج ووفاة 300 شخص، وفي عام 1987، تم إحراق ورشة بالمجمع النفطي السعودي في رأس تنورة شرق المملكة، من قبل عناصر «حزب الله الحجاز» المدعوم من النظام الإيراني، وفي العام ذاته هجمت عناصر «حزب الله الحجاز» على شركة «صدف» بمدينة الجبيل الصناعية شرق السعودية.

وخلال العام 1987، تورط النظام الإيراني في اغتيال الدبلوماسي السعودي مساعد الغامدي، في طهران، بالتزامن مع نجاح السعودية في إجهاض محاولة تهريب متفجرات مع الحجاج الإيرانيين، وفي العام نفسه تم الاعتداء أيضًا على القنصل السعودي في طهران، رضا عبدالمحسن النزهة، واعتقلته قوات الحرس الثوري، قبل أن تفرج عنه بعد مفاوضات بين الرياض وطهران، كما تورطت طهران في مجموعة من الاغتيالات للمعارضة الإيرانية؛ حيث اغتالت في فيينا، عبدالرحمن قاسملو، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني ومساعده عبدالله آزار، واختطاف وقتل عدد من الدبلوماسيين الأمريكيين في لبنان.

وفي الفترة من 1989حتى 1990 تورط النظام الإيراني في اغتيال 4 دبلوماسيين سعوديين في تايلند (عبدالله المالكي، عبدالله البصري، فهد الباهلي، أحمد السيف...)، وفي عام 1991 اغتالت عناصر الحرس الثوري، شهبور باختيار، في باريس، والذي يعد آخر رئيس وزراء في إيران تحت حكم الشاه، وقتل خلال العملية شرطي، وسيدة فرنسية، وفي عام 1992 اغتالت إيران الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، صادق شرفكندي، وثلاثة من مساعديه (فتاح عبدولي، هومايون أردلان، نوري دخردي...) في برلين.

أيضًا، وخلال العام نفسه تورط النظام الإيراني في تفجير مطعم «ميكونوس» في برلين، وآنذاك أصدر المدعي العام الاتحادي الألماني مذكرة اعتقال بحق وزير الاستخبارات الإيراني، علي فلاحيان، بتهمة التخطيط والإشراف على تفجير المطعم وقتل 4 أكراد معارضين كانوا فيه وقت التفجير، وفي العام 1994 تورطت إيران في تفجيرات «بيونس أيرس»، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 85 شخصًا، وإصابة نحو 300 آخرين، قبل اعتقال السفير الإيراني السابق في الأرجنتين هادي بور، بتهمة التآمر لتنفيذ الهجوم.

وخلال العام 1994 أكدت الخارجية الفنزويلية تورط 4 دبلوماسيين إيرانيين بشكل مباشر في الأحداث الخطيرة، التي شهدها مطار «سيمون بوليفر» الدولي بكراكاس، بعد تورطهم في إجبار اللاجئين الإيرانيين على العودة إلى طهران، وفي العام 1996، تم تفجير أبراج سكنية في مدينة «الخبر السعودية»، عبر عناصر تابعة لـ«حزب الله الحجاز» المدعوم من النظام الإيراني، أسفر عن مقتل 120 شخصًا (بينهم 19 أمريكيًّا)، وقد تكشف لاحقًا أن المواطن السعودي أحمد المغسل، الذى شارك في العملية، يحمل جواز سفر إيرانيًّا، فيما أكدت المعلومات أن الملف بكامله أشرف على تنفيذه الملحق العسكري الإيراني في البحرين، آنذاك.

ووفر النظام الإيراني ملاذات آمنة على أراضيها لزعامات تنظيم القاعدة الإهاربي منذ العام 2001 (سعد، وحمزة بن لادن.. سيف العدل.. زوجات وبنات أسامة بن لادن) وفي العام 2003، تورط النظام الإيراني في تفجيرات الرياض، التى أسفرت عن استشهاد العديد من المواطنين السعوديين، ومقتل مقيمين أجانب (بينهم أمريكيان) وفي العام 2003، أحبط الأمن البحريني مخططًا إرهابيًّا مدعومًا من إيراني؛ لتنفيذ تفجيرات في المنامة، وقد تم إلقاء القبض على عناصر خلية إرهابية تتلقى الدعم من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، بالتزامن مع ضبط وإجهاض محاولات إيرانية لتنفيذ أعمال إرهابية في الكويت والإمارات.

وشهد العام 2003 قيام النظام الإيراني بإدخال آلاف من عناصره ومنحهم أوراقًا رسمية عراقية تثبت أنهم مواطنون، بالتعاون مع أحزاب وجماعات موالية لطهران في قتل الآلاف من العرب السنة والأمريكيين (4400 جندي أمريكي)، وفي العام 2006 اعترفت واشنطن أن إيران تدعم حركة طالبان الأفغانية (التي لا تزال تنفذ يوميًّا عمليات دموية ضد الشرطة المحلية) وسط تعاون بين الطرفين في زراعة وترويج المخدرات للجوار، بمعرفة السلطة القطرية.

وخلال العام 2007، أصدر مجلس الشيوخ الأمريكي قرارًا باعتبار الحرس الثوري الإيراني «منظمة إرهابية»، لكن هذا لم يمنع إيران من وقف عملياتها الدموية، عبر وكلائها في قطاع غزة، خاصة حركة حماس، التى نفذت عملية اجتياح للحدود المصرية، وهو الأمر الذى التزمت خلاله القاهرة بأقصى درجات ضبط النفس، حرصًا على أرواح المدنيين من أبناء القطاع الذين دفعت بهم حركة حماس للواجهة، وفي العام 2011 تورط النظام الإيراني في اغتيال الدبلوماسي السعودي حسن القحطاني، في مدينة كراتشي، كما أحبط الأمن الأمريكي محاولة اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن، التى تورط فيها كل من منصور أربابسيار (حكم عليه بالسجن 25 عامًا) وغلام شكوري (ضابط في الحرس الثوري الإيراني) مطلوب من القضاء الأمريكي.

وقامت عناصر تابعة للحرس الثوري العام 2012 بهجمات إلكترونية ضد شركات النفط والغاز في السعودية والخليج، وصفتها وزارة الدفاع الأمريكية بأنها الأكثر تدميرًا، بين الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها شركات كبرى، وفي العام نفسه تم الكشف عن مخطط لاغتيال مسؤولين ودبلوماسيين أمريكيين في أذربيجان، ولعبت قوات وعناصر وميليشيات تابعة للنظام الإيراني دورًا في غاية الخطورة خلال أحداث ما يسمى بـ«الربيع العربي» للوقيعة بين الشعوب المستهدفة وأنظمة الحكم فيها، وهو أمر عامر بالتفاصيل.

وأصدرت محكمة الجنايات الكويتية العام 2016، حكمًا بإعدام اثنين من المدانين في قضية «خلية العبدلي»، أحدهما إيراني الجنسية، بتهم تتضمن ارتكاب أفعال؛ من شأنها المساس بوحدة وسلامة أراضي دولة الكويت والسعي والتخابر مع إيران وحزب الله للقيام بأعمال عدائية، وفي العام نفسه، اعترفت إيران رسميًّا (على لسان قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري بوجود) بوجود 200 ألف مقاتل إيراني خارج البلاد في سوريا والعراق وأفغانستان وباكستان واليمن.

تقوم البعثات الدبلوماسية الإيرانية بتشكيل شبكات تجسس في مختلف الدول المستهدفة بخطط وعمليات إرهابية، وقد كشفت العديد من الدول عن شبكات تجسس إيرانية على أراضيها: الكويت عامي: مصر أعوام 2005، 2008، 20112010، و2015، والبحرين عامي 2010، و2011، اليمن عام 2012، الإمارات العام 2013، السعودية العام 2013، كينيا العام 2015، الأردن العام 2015، نيجيريا العام 2015.

ولم تتوقف طهران عن انتهاكاتها لحرمة البعثات الدبلوماسية منذ اقتحام السفارة الأمريكية في العام 1979 واحتجاز من فيها لمدة 444 يومًا، ثم الاعتداء على السفارة السعودية عام 1987، وعلى السفارة الكويتية العام 1987، وعلى السفارة الروسية العام 1988، وعلى دبلوماسي كويتي عام 2007، ثم الاعتداء على السفارة الباكستانية العام 2009، وعلى السفارة البريطانية العام 2011، والاعتداء على السفارة السعودية وقنصليتها في مشهد 2016، وأمام هذه الممارسات غير الأخلاقية، بادرت العديد من الدول (تتصدرها السعودية) بقطع علاقتها مع طهران، وتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي، فعلتها: «الولايات المتحدة الأمريكية.. بريطانيا.. كندا.. الجزائر.. تونس.. المغرب.. اليمن.. مصر.. البحرين.. السودان.. الصومال.. جيبوتي.. وجمهورية القمر المتحدة».

والإرهاب الإيراني، ليس مقتصرًا على تنفيذ عشرات المخططات شرقًا وغربًا بل هو سياسة تقليدية في الداخل، فالنظام الحاكم في طهران منذ عام 1979 صاحب سجل حافل (وفق التقارير الدولية) بالانتهاكات ضد مواطنيه، وضد الأقليات المعارضة لسياسات النظام الإيراني، وليس أدل على ذلك من الإعدامات المتتابعة للعشرات لا سيما بين علماء الطائفة السنية، والأقليات بمن فيهم الأحواز العرب والأكراد والبلوش، فيما يغذي النظام الحاكم الطائفية والمذهبية، وسط إدانة دولية للنظام الإيراني من المجتمع الدولي والأمم المتحدة؛ بسبب انتهاكه لحقوق الإنسان، ودعمه للإرهاب، وهو ما أكدته الجمعية العامة (في تقريرها رقم 70/411 الصادر بتاريخ 6/10/2015).

ورغم العقوبات الأمريكية، تواصل إيران تحدى وانتهاك القوانين الدولية، والتنكر للاتفاقات والمعاهدات، المتعلقة بالحد من دعم الإرهاب واحترام مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وها هو حيدر مصيلحي (الوزير السابق للاستخبارات الإيرانية) يعترف بأن إيران تحتل 4 عواصم عربية.

اقرأ أيضا:

مرر للأسفل للمزيد