المحليات

سياسي كندي بارز يتحدث عن أهمية العلاقة مع السعودية ويؤكد: حكومة المحافظين ستصحح الخطأ

مؤسسات تتحدث عن الخسائر.. وآخر سفير ينتقد المتسرعين

فريق التحرير

قال سياسي كندي بارز إن هناك ضرورة ملحة لإعادة العلاقات بين بلاده والسعودية، منوهًا إلى خسائر كبيرة تعرضت لها أوتاوا جرَّاء الأزمة القائمة بين الطرفين منذ نحو عام، فيما كشفت وثائق مسربة أن أوتاوا حاولت خلال الشهور التي تلت قرار المملكة بقطع العلاقات الدبلوماسية معها، إيجاد مخرج يحفظ مصالحها.

وقال مسؤول الشؤون الخارجية بحزب المحافظين المعارض إيرين أوتول، في تصريحات لراديو كندا الناطق بالفرنسية مساء أمس السبت، إن الأزمة مع السعودية أثرت بالسلب على مصالح بلاده، مشيرًا إلى أن حزبه سيعمل بمجرد فوزه في الانتخابات المقررة في أكتوبر المقبل على التواصل مع السعودية.

وأكد أوتول أنه «إذا تم انتخاب حكومة محافظين في الانتخابات العامة المقررة الخريف المقبل، فإنها  ستسعى إلى إعادة العلاقات بين كندا والمملكة العربية السعودية من خلال التركيز على المجالات التي تعتبرها ذات مصلحة مشتركة»، مضيفًا أن حزبه «سيحاول كسب ثقة السعوديين من خلال التركيز على تحسين علاقاتهم التجارية وتقديم المزيد من المساعدة، وتطوير ودعم اللاجئين في منطقة الخليج«.

وتبدو فرصة المحافظين سانحة للعودة إلى السلطة، في ظل تقدمهم الواضح في نتائج استطلاعات الرأي، والتي أظهرت أيضًا تراجعًا حادًا في شعبية رئيس الحكومة الحالي جاستن ترودو .

وكشف استطلاع لمؤسسة «إبسوس» أن رئيس الوزراء الليبرالي، الذي تم انتخابه بأغلبية ساحقة في عام 2015، فَقَد جاذبيته للعديد من الناخبين في جميع الأطياف السياسية قبل انتخابات هذا العام.

وأظهر الاستطلاع أن زعيم المحافظين أندرو شير سيحصل على 37% من الأصوات، مقارنة بـ 31 % فقط لترودو، الأمر الذي يوفر فرصة لإعادة النظر في مسار العلاقة مع السعودية، حسبما أشار أوتول، الذي قال- أيضًا- إن المحافظين سيحاولون تجديد الحوار مع الرياض، منوهًا إلى أن «حكومة المحافظين ستسعى إلى إيجاد أرضية مشتركة بنفس الطريقة مع الصين والهند والفلبين».

من جهة ثانية، أوضحت وثائق حكومية داخلية أن وزيرة الخارجية كريستوريا فريلاند سعت لنزع فتيل الأزمة، التي تسببت فيها،  مع السعودية، عبر نهج تدريجي يمكن أن يشمل سلسلة من الخطوات.

وقال دينيس هوراك، السفير الكندي السابق الذي طُرد من الرياض قبل عام، إنه سيكون من الصعب للغاية على الحكومة الفيدرالية التحدث بصراحة عن إعادة بناء العلاقة.

وأضاف هوراك، الذي تقاعد من الخدمة العامة بعد مغادرته المملكة: «لا أعتقد أن الأمور استقرت بما فيه الكفاية ليسهل على الحكومة، سياسيًا، استئناف العلاقات مع السعوديين فجأة».

وقال إنه على الرغم من العقبات، يتعين على كندا محاولة إصلاح علاقاتها المتوترة مع السعودية، كما فعلت دول أخرى، بما في ذلك ألمانيا والسويد.

وتابع معلقًا على التطورات التي شهدتها المملكة خلال السنوت الماضية قائلًا: «هناك خطوات إيجابية حدثت على مر السنين وما زالت تحدث».

ونقل الموقع الإلكتروني لراديو كندا عن بعض خبراء الشرق الأوسط، بمن فيهم هوراك، أن النزاع يمكن أن يعرض فرص كندا في الحصول على مقعد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وهم يعتقدون أن الرياض قد تؤثر على حلفائها الإقليميين لتجاهل كندا في التصويت العام المقبل.

في الوقت نفسه، ذكرت شركات ومؤسسات أنها شعرت بآثار الأزمة في عدد من المجالات، منها الخدمات الهندسية إلى الزراعة إلى الرعاية الصحية.

وقال المدير التنفيذي للكلية الملكية للأطباء والجراحين في كندا أندرو بادموس، إنه بفضل برنامج فعال مدته أربعة عقود، فإن ما بين 20 و25% من الأطباء السعوديين في المملكة حصلوا على بعض التدريب على الأقل في الطب بكندا.

وقال بادموس إنه من خلال هذا البرنامج قضت العديد من العائلات السعودية ما يصل إلى عقد من الزمان في كندا، وأنجبت العديد من الأطفال المولودين في كندا، وهؤلاء عادوا إلى بلادهم بمنظور جديد.

مرر للأسفل للمزيد