الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية 
المحليات

اليوم الوطني 94.. الملك عبد العزيز شخصية استثنائية أبهرت المؤرخين

فريق التحرير

اعتاد المؤرخون في توثيق تاريخ الأمم والحضارات التوقف كثيرا لدى مسيرة شخصيات بعينها ظهرت في لحظات استثنائية لتدير مواقف حاسمة في مراحل البناء ومواجهات التحديات وصون المقدسات والمقدرات.. وكان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود مؤسس المملكة، واحداً من بين تلك الشخصيات التي توقف المؤرخون عندها كثيراً.

كان ميلاد الملك عبد العزيز في مدينة الرياض وتحديدا عام  1293هـ/1876م، وأولاه والده الإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله آل سعود، عناية خاصة من حيث الإعداد العلمي والتربوي والديني، وتولى الجانب العلمي في شخصيته الشيخ القاضي عبدالله بن محمد بن عبدالله الخرجي أحد علماء الرياض المشهورين والذي تتلمذ لديه كثير من العلماء؛ فتعلم الملك عبد العزيز على يديه القراءة والكتابة.

وحفظ الملك عبد العزيز بعد ذلك القرآن الكريم؛ وقرأه على يد الشيخ محمد بن مصيبيح، ولم يكتف بذلك فقد درس جزءا من علم أصول الفقه والتوحيد على يد الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ، وقد أثرت تلك النشأة العلمية لاحقا في حياة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، كثيرا فعرف عنه الحكمة والتروي والأخذ بالمشورة وسداد الرأي، ودراسة عواقب الأمور وبعد نظره، الذي كان علامة فارقة في تأسيس المملكة على قيم العدل والمساواة والتحضر مع التمسك بثوابت وأصول الهوية السعودية الإسلامية العربية.

يلمس المتتبع لمسيرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، أيضا شخصية شجاعة قادرة على اتخاذ القرارات التاريخية من دون تردد ولعل ذلك يتربط بالتنشئة الأولى، وبما كان لدى الملك من اهتمام كبير بالفروسية وركوب الخيل، ولزم والده في رحلته إلى البادية عقب الرحيل من الرياض، وساهمت تلك الرحلات في صقل شخصية الملك المؤسس فعلم مبكرا بجميع طباع أهل الحجاز وتنوع ثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم بل ولهجاتهم.

كانت استعادة مدينة الرياض أشد ما لفت نظر المؤرخين على مدار عقود، فقد انطلق الشاب عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، إلى الرياض وكان عمره حينئذ 26 عاما، كانت تلك اللحظات حاسمة في تاريخ الجزيرة العربية حيث عمت الفوضى، إلى أن حل موعد عودة الأمان، وفي يوم 15 يناير من عام 1902م، عادت الرياض وتسلم الملك عبد العزيز مسؤولية الحكم وكان ذلك في اجتماع بالمسجد الكبير في الرياض وتزامن مع صلاة الجمعة، ومن بعدها بدأ الملك توحيد مختلف المناطق، ثم مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة في اسم واحد هو "المملكة العربية السعودية".

مرر للأسفل للمزيد