أكد رئيس إقليم شرق المتوسط للوكالة الدولية لمكافحة العمى (IAPB) الدكتور عبد العزيز الراجحي، أهمية الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في دعم الجهات والجمعيات العاملة في مجال مكافحة العمى على مستوى العالم، وطرْح هذا الملف في المؤتمرات الطبية واجتماعات منظمة الصحة العالمية.
وأوضح الراجحي في حديثه لـ"واس" أن الوكالة الدولية لمكافحة العمى - وهي جمعية ذات نفع عام غير ربحية مسجلة في إنجلترا ولها مجلس أمناء يضم ممثلين من رؤساء الأقاليم - مظلة لكل الجمعيات العاملة في مجال مكافحة العمى العامة "غير الربحية"، وتضم ممثلين من 7 أقاليم، حيث قسم العالم إلى أقاليم تشابه تقسيم منظمة الصحة العالمية، مبينًا أن منطقة إقليم شرق المتوسط تضم جميع الدول العربية ما عدا الجزائر، ويضاف إليها إيران وأفغانستان وباكستان ليصل مجموعها إلى 22 دولة.
وأبان أن المكتب الإقليمي للوكالة ومقره بمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون سيعمل على زيادة التعاون بين دول المنطقة ورفع مستوى الخدمات الصحية لطب العيون والبصريات في الجانبين العلاجي والوقائي، مؤكدًا أن المستشفى يقوم بدور فاعل في هذا الإطار بمتابعة ودعم من وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة ومجلس الإدارة في المستشفى.
وبين الدكتور الراجحي أن المكتب سيُقيم العديد من الأنشطة بمشاركة الكوادر المتخصصة بالمستشفى الحافل بسجل من الخبرة تمتد لـ 38 عامًا وتميزه ببرامج تدريبية لأطباء العيون في المنطقة، ومن أكثر المنشآت الطبية نشرًا للأبحاث في المجلات الطبية المحكمة على المستوى الإقليمي، مضيفًا أن المكتب سيستخدم هذه الخبرات والمعلومات سواء من الطواقم الفنية أو الإدارية أو الطبية لدعم جهود رفع مستوى الخدمات الصحية الخاصة بالعيون والبصريات في الإقليم.
وأفاد بأن الإقليم يحتاج إلى مضاعفة الجهد والعمل والتعاون بين ممثليه، خاصة مع عدم توافر معلومات كافية عن مسببات الإعاقة البصرية أو العمى في الشرق الأوسط، إذ إن نسب الأمراض والخدمات وتوافرها غير معروفة، وعدم دقة أعداد الممارسين الصحيين في معظم الدول، مشيرًا إلى أبرز الخطوات لتحسين الوضع هي جمع أكبر قدر من المعلومات الدقيقة بالتعاون مع ممثلي برامج مكافحة العمى في كل وزارة صحة من الدول الأعضاء.
وأضاف أن المكتب الإقليمي مستمر في إحياء التقليد السابق في كل إقليم وهو إقامة اجتماع أو ورشة عمل مرتين سنويًا واختيار موضوعات خاصة بالإقليم بالتعاون مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، يستضاف فيها متخصصون من خارج وداخل المنطقة لمناقشة موضوعات تخص تطوير خدمات طب العيون والبصريات، فيما ستخصص الخطوة التالية بتطوير برامج التدريب لطب العيون وإتاحته عن بُعد لنشر المعرفة وتفعيل الاجتماعات الأسبوعية التي تُعقد في المستشفى لكل الدول في المنطقة من خلال المستشفيات الكبرى ومراكز طب العيون، مشيرًا إلى أن لمستشفى الملك خالد للعيون الريادة في مواكبة تطور الطب الاتصالي والتعليم عن بُعد.
وأشار الدكتور الراجحي إلى أن نشر المعرفة سيكون عبر زيارات الطواقم الطبية ويشمل الأطباء وأخصائيي البصريات من مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون لبعض الدول التي تحتاج لتدريب الطواقم المحلية، بهدف ديمومة الخدمات التي تُقدم للمرضى في تلك الدول.
وكشف الدكتور الراجحي عن خطوات مهمة تعمل عليها الوكالة لتنشيط التعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بحيث تكون شراكة ما بين المكتب الإقليمي والمركز والمستشفى لتقديم بعض الخدمات الإغاثية أو التدريبية في بعض الدول إن دعت الحاجة لذلك.
يشار إلى أن المملكة دولة رائدة في مجال مكافحة العمى على مستوى العالم، حيث وافقت الجمعية العمومية لمنظمة الصحة العالمية عام 2006 على إدخال مكافحة العمى ضمن خططها الإستراتيجية وأولوياتها في العمل المستقبلي، بناءً على مبادرة الوفد السعودي، حيث استغرقت هذه الخطوة أكثر من سنة ونصف للتحضير إلى أن أدرجت على جدول الجمعية العمومية.
كما صدر قرار تنفيذ خطة تحسين الخدمات الصحية ووضع رعاية العين ضمن الأولويات وطريقة تنفيذها، بعد ذلك توالت القرارات التي تصب جميعًا في مصلحة العمى، وكان للمملكة الدور في تبنّيها بما يعكس الدور السعودي المؤثر دوليًا في مجال مكافحة العمى الإقليمي والدولي والمحلي.
يذكر أنَّ الراجحي اختير مؤخرًا رئيسًا للإقليم، بناءً على سنوات من الخبرة والعمل في مجال مكافحة العمى على المستويين الإقليمي والدولي، إضافة إلى تعاونه مع الوكالة الدولية لأكثر من عشر سنوات من خلال مواقع مختلفة، حيث حصل على ثقة الدول من أعضاء الإقليم إضافة إلى مجلس أمناء الوكالة الدولية لمكافحة العمى.