نشرت وزارة الحرس الوطني فيلما وثائقيًا ، عن معركة تطهير الخفجي وتحرير الكويت، بمناسبة اليوم الوطني الكويتي، لمرور 31 عاماً على الغزو العراقي ، وروى الإعلامي السعودي جابر القرني مشاهداته بعد أن نال شرف تغطية هذه الحرب من أرض المعركة.
وقال "القرني"، إنه لم يكن ليتوقع في ويوم من الأيام أن يغطي حرب وقصف وتحرير، ومعركة حربية كاملة، بها أسرى وقتلى وشهداء، وتفادي ألغام ، وتصوير مدرعات ومجنزرات.
ويعرج، "القرني" إلى مفهوم الإعلام الحربي قديمًا، حيث أكد أن الإعلام الحربي ظهر جليًا في حرب الخليج الثانية قبل غزو القوات العراقية لمدينة الخفجي، حيث شهدت الرياض مؤتمر صحفي عسكري للقوات المشتركة في حرب الكويت، كان اللواء المتقاعد أحمد الربيعان هو المتحدث الرسمي به وكان برتبة عقيد ركن حينها، وكان مثالاً مشرف للعسكري المنضبط الذي يقوم بواجبه الإعلامي على أكمل وجه.
وأكد "القرني" على إنه دائما ما يعلي قيمة المصورين في العمل الإعلامي وبالتحديد في الحروب فهم أبطال، فمهما كتب الصحفي أو الإعلامي من كلمات أو سرد للموقف، يظل العمل الإعلامي جميل لكن الصورة تختصر كل الكلمات، حيث دخلوا مع الجنود لأماكن الاشتباك ولحظات تحرير الخفجي، ووصلوا لأماكن شديدة الخطورة، فكان المشاهد ينتظر الصورة لا ينتظر الكلام أو الوصف.
وأضاف "القرني" من المواقف التي لا تنسى عندما استسلم مجموعة من الجنود العراقيين، وتم تصويرهم قالوا إنهم رأونا نصور في الخفجي رفقة الجنود لكن قلة الذخيرة معهم هي التي منعتهم من إطلاق النار علينا، ومن ثم استسلموا، لضعف موقفهم لو حدث اشتباك، وكشفوا عن أماكن زرعت بالألغام.
وأستكمل "القرني"، قائلاً، يوم تحرير الخفجي، أتت لنا تعليمات بالانتظار هناك وتلقي أخبار تحرير الكويت، حيث كان يفصل بين تطهير الخفجي وتحرير الكويت 20 يومًا، وفي هذه الأثناء، وقف زميل إعلامي من جنسية عربية فوق لغم وكان يحمل كاميرا ثقيلة، فوقفنا جميعاً في أماكنا، منها لرفع روحة المعنوية ، ثانيًا لأننا علمنا من المهندسين الحربيين أن هناك لغم من الممكن أن يكون مرتبط بسلسلة أخرى من الألغام بحيث لو انفجر احدهم انفجرت باقي الألغام، وظللنا كذلك لمدة نصف ساعة، حتى وصل فريق من المندسين السعوديين مهمتهم إبطال مفعول اللغم، وتم بفضل الله إبطال مفعوله وأنقذنا من هذا المكان.
وتابع الإعلامي جابر القرني ، عند دخولنا أول محافظات الكويت استقبلنا الشعب الكويتي استقبال حافل، وأكرمونا كرم الضيافة، لدرجة أن بعض السيارات الحربية نفذ منها الوقود ، والمحطات لا يوجد بها بنزين، فأعطونا سياراتهم لاستكمال مهمتنا وملابسهم وكانوا يعيشون نشوة كبيرة للنصر، لذلك أنا أسميها "أخوة الدم والتراب الواحد".
وأشار إلى المفعول السحري لقصيدة "يالله يالله فزعتك يا رحيم يا ودود" التي ألقاها الشاعر خلف بن هذال، وكيف كانت تترد في المعسكرات وبين الجنود لإشعال الحماسة بينهم، حتى أن الملحن القدير سامي إحسان طلبها ولحنها، وأداها مجموعة من الفنانين وتم إذاعتها في الإذاعة بشكل كبير جدًا ، وأصبحت أحد أهم الأناشيد الوطنية.
وأكد القرني" على أن أجمل من وصف معركة تطهير الخفجي هو الأمير بدر عبدالمحسن، في قصيدته،
"بارك الله غرسنا ربنا المعبود
يظهر الله شمسنا في الليالي السود
والمعارك عرسنا وعطرنا البارود
يالعدو مالك طريق والله ترابي حريق...!