استعرضت فضائية «العربية» اليوم الجمعة، عدة مرافق سياحية في «جبل شدا» الأسفل بمنطقة الباحة جنوب المملكة؛ حيث يلفت نظر الزائر لتهامة منطقة الباحة شموخ جبل شدا وسط طبيعة خضراء وتكوينات صخرية تنفرد بالمغارات والكهوف المحملة بالشواهد والنقوش والآثار التاريخية العائدة لآلاف السنين.
وينقسم جبل شدا إلى قسمين جبل شدا الأعلى وهو جبل صخري مرتفع، يُعدّ أعلى جبل في سهل تهامة، ويقع بين مدينتي قلوة والمخواة ويقدر ارتفاع قمة الجبل عن مستوى سطح البحر 2200 متر، وتغلب على تضاريس الجبل الصخور الملساء، وفي 2001م انضم شدا الأعلى إلى قائمة المحميات الطبيعية في المملكة لكونه مسكنا لعدد من الكائنات الحية النادرة والطيور المهاجرة.
ويشتهر الجبل بزراعة أشجار البن، والموز والليمون، كما ينمو التين الشوكي طبيعيًا، كما يوجد بالجبل العديد من الآبار, وتتميز أجواء القرى فيه بالبرودة شتاءً والاعتدال صيفًا، وكثيرًا ما يغطيه السحاب.
ويجد ممارسو رياضة الهايكنج جبل شدا مكانًا جميلًا لممارسة رياضتهم فهو من الأماكن المفضلة لهم في الخريف والشتاء لاعتدال الأجواء فيها، والتخطيط للمغامرات الشيقة والممتعة، وما يميز هذه التجرِبَة السياحية هو توفير منظمي الرحلات لباقات تضم أنشطةً مصاحبةً تشمل التخييم، وجلسات السمر، والنوم في الكهوف التي تعد إحدى أهم وجهات الجذب السياحي، مما دفع أبناء جبلي شدا الأعلى والأسفل إلى الاتجاه نحو تطوير تلك التكوينات الطبيعية الفريدة وإحالتها إلى منتجعات جبلية جاذبة دون خدش لجماليات المكان.
ويتكون الجبلان من صخور جرانيتية تناسب عملية الإنبات الطبيعي في جميع سطوحها لنوعية تربتها المسامية واحتفاظها بمياه الأمطار، التي تنحدر من البروزات الصخرية الحادة وعلى جوانب التلال عبر مجموعة من المجاري المتقطعة التي تبدأ عشوائية ومن ثم تتحد في شبكة متشعبة كاملة التكوين لتصب بعد ذلك في الأودية الكبيرة، الأمر الذي مكن إنسان شدا من تحويل قمم جباله إلى واحات خضراء تنبض بالحركة والحياة في أجمل معانيها.
وتوصف تربة الجبلان بالطينية المخلوطة بحبيبات الجرانيت المتفتتة التي تتساقط من جوانب الجبل خصوصاً في المستنقعات وفي المدرجات القديمة التي تحجز التربة للاستخدام الزراعي، حيث إن البحوث النباتية سجلت في الجبلين أكثر من 400 نوع من النباتات الزهرية، منها ما يعرف بــ"الأوركيدا" وأشجار اللبخ المعروفة محليًا بالصومل.