تشهد الساعات التي تسبق فجر يوم غد ظاهرة لافتة في السماء، حيث يتلألأ نجم الشِّعْرَى اليَمانِيَّة بألوان متعددة يمكن رؤيتها بالعين المجردة، إذ يُعد الشِّعْرَى ألمع نجم ليلي في نصف الكرة الأرضية الشمالي.
ويظهر نجم الشِّعْرَى اليَمانِيَّة بوضوح خلال فصلي الخريف والشتاء، إذ يشرق حاليًا بعد منتصف الليل فوق الأفق الجنوبي الشرقي، ويمكن تحديد موقعه بسهولة بالاستعانة بنجوم حزام الجبار الثلاثة.
وأكد رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أن هذه الظاهرة تُعرف علميًا باسم وميض النجوم، وتكون أكثر وضوحًا مع النجوم اللامعة مثل الشِّعْرَى، في حين تبدو النجوم الخافتة أقل وميضًا أو بيضاء اللون فقط، مشيرًا إلى أن الشِّعْرَى يبدو وكأنه يومض بألوان قوس قزح عندما يكون منخفضًا نحو الأفق، ويُعزى ذلك إلى انكسار الضوء عبر الغلاف الجوي للأرض، وتؤدي اختلافات كثافة الهواء ودرجات حرارته إلى تفريق أطوال الموجات الضوئية المكوّنة للضوء الأبيض، فيظهر للناظر متألقًا بألوان متعددة.
وبيّن أنه مع ارتفاع الشِّعْرَى في السماء قبل الفجر أو في أمسيات الشتاء، يقل تأثير الغلاف الجوي على ضوئه، فيبدو بلون أبيض صافٍ دون تشتت الألوان كما يحدث عند اقترابه من الأفق، مُبيّنًا أن الشِّعْرَى ليس نجمًا منفردًا، بل هو نظام نجمي ثنائي يضم الشِّعْرَى (A) الساطع، ورفيقه القزم الأبيض الخافت الشِّعْرَى (B) الذي لا يُرى بالعين المجردة، ويقع على بعد نحو (8.6) سنوات ضوئية من الأرض، بسطوع ظاهري قدره (–1.46)، مما يجعله ألمع نجوم السماء ليلًا.
وأشار أبو زاهرة إلى أن الشِّعْرَى يحظى إلى جانب جماله المذهل بأهمية تاريخية كبيرة، إذ استخدمه قدماء المصريين لتحديد موعد فيضان نهر النيل، كما يُعد دليلًا فلكيًّا بارزًا لتحديد مواقع الأبراج المجاورة مثل برج الجبار (الجوزاء) في خريطة السماء الشتوية.