زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى فرنسا، تأتي في توقيت مهم؛ حيث العالم يئن تحت وطأة الأزمة الروسية الأوكرانية، التي دخلت شهرها السادس دون أن تضع أوزارها بعد.
تلك الزيارة الرسمية التي يجريها اليوم، سمو ولي العهد تعد الثانية له إلى دولة أوروبية بعد اليونان، التي وصلها مساء الثلاثاء، والتي عقد خلالها عددًا من الاتفاقيات مع أثينا.
ومن أثينا إلى باريس، حيث يصلها سمو ولي العهد اليوم، حضرت ملفات مهمة على قائمة جدول الأعمال الفرنسي السعودي، أبرزها المستجدات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها ومواجهة التحديات المشتركة وصون الأمن والاستقرار في المنطقة ومحاربة الإرهاب.
ومن المقرر أن يبحث سمو ولي العهد مع الرئيس الفرنسي، ملفات رئيسية وهي الحرب الروسية الأوكرانية، وأزمة الطاقة، والملف النووي الإيراني، والوضع في اليمن في ظل استمرار التدخل الإيراني من خلال تهريب الأسلحة والذخائر وإرسال خبراء عسكريين إلى مليشيا الحوثي.
كما سيبحث الجانبان الانتخابات الرئاسية في لبنان وأهمية تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية كمطلب دولي لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار بعيدًا عن التدخلات الخارجية وسيطرة المليشيات التابعة لإيران على القرار في البلاد، وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وبحسب مصادر، فإن لقاء ولي العهد بالرئيس الفرنسي سيتناول خطوات تشكيل مجلس شراكة استراتيجي سعودي-فرنسي، ومسار التعاون على صعيد تصنيع سفن وفرقاطات بالسعودية، في ضوء مذكرة التفاهم بين الشركة السعودية للصناعات العسكرية المملوكة للدولة ومجموعة "نافال" الفرنسية الموقعة بين الطرفين في فبراير 2019 .
وأعلنت الشركة السعودية للصناعات العسكرية في ديسمبر/كانون الأول الماضي تدشين مشروع مشترك مع شركتي "فيجاك أيرو" الفرنسية و"دُسر" السعودية لبناء مصنع لهياكل الطائرات في المملكة.
وكانت زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لفرنسا في عام 2018 شهدت توقيع 19 بروتوكولًا واتفاقًا بين شركات فرنسية وسعودية بقيمة إجمالية تزيد على 18 مليار دولار، شملت قطاعات صناعية، مثل البتروكيميائيات ومعالجة المياه، إضافة إلى السياحة والثقافة والصحة والزراعة.