منذ افتتاحه في السَّادس من صفر سنة «١٤۰٥ هـ – ١٩٨٤م»، شرع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، لتلبية احتياجات العالم الإسلامي من مختلف طبعات المصحف، وإصداراته المطبوعة أو المرتلة، وإنتاجها، وتوزيعها والمواءمة بين حاجات المسلمين إليها، والاستفادة القصوى من الإمكانات الكبيرة لديه، من خلال التجهيزات الحديثة، والإمكانات المتقدمة. ويطبع المجمع المصحف الشريف ويسجل تلاوته بالروايات المشهورة في العالم الإسلامي، ويترجم معاني القرآن الكريم، ويعتني بعلوم القرآن الكريم، والسنة النبوية، والبحوث والدراسات الإسلامية، والوفاء باحتياجات المسلمين في داخل المملكة وخارجها من إصدارات المجمع المختلفة، ونشر إصداراته على الشبكات العالمية وفق سياسات، أبرزها استمرار إنتاج إصدارات المجمع المطبوعة والمرتلة بمختلف الروايات المشهورة وبأعلى مستويات الدقة مع ما يتطلبه ذلك من إعداد ومراجعة علمية، ومواصلة ترجمة معاني القرآن الكريم إلى مختلف اللغات، والاستمرار في توزيع إصدارات المجمع على المسلمين في مختلف أنحاء العالم.
تعود فكرة تأسيس المجمع، قبيل نحو 40 عامًا وتحديدًا في عام 1982، حين قام الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله - بوضع حجر الأساس لمجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشَّريف بالمدينة المنورة في السَّادس عشر من المحرَّم سنة «١٤۰٣هـ – ١٩٨٢م». ليتحول إلى صرح كبير، تُقدر مساحة المجمع بمئتين وخمسين ألف متر مربع، ويُعَدّ المجمع وحدة عمرانية متكاملة في مرافقها، إذ يضم مسجداً ومبانيَ للإدارة، والصيانة، والمطبعة، والمستودعات، والنقل، والتسويق، والسكن، والترفيه، والمستوصف، والمكتبة، والمطاعم وغيرها.
وتصل الطاقة الإنتاجية للمجمع إلى 18مليون نسخة من مختلف الإصدارات سنويًا، موزعة بين مصاحف كاملة وأجزاء وترجمات وتسجيلات وكتبٍ للسنة والسيرة النبوية وغيرها. وبدأ المجمع توزيع إصداراته من المصاحف، والتسجيلات، والأجزاء، وربع يس، والعشر الأخير، والترجمات، والكتب منذ عام 1405هـ، داخل وخارج المملكة.
وأنجز المجمع 40 دراسة قرآنية، ومصنَّفاً، وأحرز خمسة جوائز في مشاركات مختلفة، وبلغت ترجمات معاني القرآن الكريم الصادرة عن المجمع إلى مختلف اللغات حتى الآن إلى 76 ترجمة. وأنشأ المجمع مصنعاً متكاملاً خاصاً به للأقراص المدمجة CD يشمل التصنيع، والطباعة، والتغليف، بطاقة إنتاجية قدرها 840 قرصاً في الساعة، كما يضع المجمع ضمن خططه المستقبلية العمل على زيادة إنتاجه وتنويعه، ويدرس باستمرار أفكارًا ونماذج جديدة من الإصدارات المطبوعة والمسجلة.
وتشكلت بالمجمع، لجنة متخصصة تُعْنَى بمراجعة ومتابعة جميع الإصدارات الإلكترونية، التي تحتوي على نصوص القرآن الكريم وتلاواته، وتخويلها منح شهادات المصادقة الرَّقْمية لها، أو التوصية بمنع نشر أو توزيع النصوص المغلوطة منها، وتوفير البدائل الإلكترونية المناسبة من البرامج الحاسوبية الخاصة بالقرآن الكريم وعلومه، ونُسَخه الرَّقْمية النصِّية والمرئية والمسموعة المطابقة لمصحف المدينة النبوية، ومواكبة التطورات التقنية المتجددة في هذا المجال، والتنسيق مع مختلف الجهات المعنية لتنفيذ المهام والمسؤوليات ذات العلاقة في هذا الشأن، واقتراح الإجراءات اللازمة لذلك.
ويضم المجمع مركزًا للتدريب والتأهيل الفني يُعنَى بتدريب الكوادر السعودية لتأهيلها فنيًا للعمل بمختلف أقسام المجمع الفنية سواء في مجال التحضير والتجهيز والمونتاج أو الطباعة والتجليد والصيانة، ويُبتعث عدد من المتفوقين من خريجي دورات المركز إلى الكليات والمعاهد المتخصصة داخل المملكة وخارجها؛ حيث يهتم المجمع بتدريب الكوادر السعودية لتأهيلها فنيًا وإدارياً للعمل بمختلف أقسام المجمع الفنية والإدارية سواء في مجال التحضير والتجهيز والمونتاج.