وسّعت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة شراكاتها المعرفية مع المكتبة الوطنية المغربية، وذلك عبر مركز الفهرس العربي الموحد.
وقال محمد الفران مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية خلال ندوة نظّمتها المكتبة الوطنية بتعاون مع مركز الفهرس العربي الموحد حول موضوع "الفهرس العربي الموحد في خدمة المكتبات المغربية"، إنّ هذا الفهرس يسعى إلى توحيد طرق العمل المتعلقة بعلم المكتبات في الدول العربية. موضحًا أنّ الفهرس يعتبر أيضًا أكبر قائمة استنادية عربية متكاملة على كل المستويات وحسب أحدث المعايير بمليون مدخل استنادي.
من جانبه، صرّح صالح المسند رئيس مركز الفهرس العربي الموحد بأنّ هذا المشروع يهدف إلى دعم الثقافة العربية، وتسهيل إنشاء قواعد البيانات الببليوجرافية في المكتبات المختلفة. مضيفًا: "نحن في المرحلة الثانية من عملية تطوير الفهرس، بحيث أصبح المركز منصةً للمعرفة العربية".
وأضاف أنّ المركز أسهم في بناء وضبط الفهارس الإلكترونية لعددٍ كبير من المكتبات العربية، حيث تمّت معالجة ما يزيد عن ثمانية ملايين تسجيل ببليوجرافي، وتنزيل ما يقارب مليوني تسجيل من خلال قاعدة بياناته المتاحة للمكتبات العربية، لافتًا إلى أنّ الفهرس الموحد قدّم 384 برنامجًا تدريبيّا في كل أنحاء الوطن العربي، استفاد منه ما يقرب 6500 متدرب وأكثر من 800 مؤسسة عربية.
وأشار إلى أنّ الفهرس العربي يهدف إلى إنجاز حصر شامل للإنتاج الفكري العربي والإسلامي لكل ما كتب ويكتب باللغة العربية حول العالم في قاعدة قياسية واحدة، وبناء فهارس ببليوجرافية عربية معيارية تتوافق مع معايير وممارسات قاعدة الفهرس العربي الموحد، وتوحيد الممارسات والمعايير في مجال تنظيم المعلومات بغية خدمة المكتبات ومراكز المعلومات أينما وجدت، فضلًا عن إثراء المحتوى العربي الرقمي ذي القيمة الثقافية والمعرفية من خلال إتاحة الوصول إليه من واجهة واحدة.
وأنشأت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، هذا المركز بموجب الأمر السامي رقم (26346) قبل 18 عامًا، بدعم ورعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله) لخدمة المكتبات والثقافة العربية والإسلامية.
و"الفهرس العربي الموحد" مشروع تعاوني غير ربحي، يهدف لإيجاد بيئة تعاونية للمكتبات العربية والعمل على تخفيض تكلفة فهرسة أوعية المعلومات العربية من خلال عملية الفهرسة المتقاسمة، التي تتطلب توحيد ممارسات الفهرسة داخل المكتبات العربية واعتماد المعايير الدولية في الوصف الببليوجرافي.
ويسهم ذلك في تحقيق تطور على مستوى المعالجة الببليوجرافية داخل المكتبات العربية، والذي ينعكس إيجابيًّا على انتشار الكتاب العربي والتعريف بالثقافة العربية الإسلامية من خلال تسجيلات عالية الجودة تتاح للمكتبات داخل وخارج الوطن العربي، والتي ستمكن المستفيد من الوصول لوعاء المعلومات العربي المحدد بكل يسر.
وشكَّل مركز الفهرس العربي الموحد منذ تأسيسه نقلة نوعية في تاريخ العمل العربي والثقافي المشترك، فكان مشروعًا رائدًا أسهم في جمع المحتوى الثقافي لأبناء الأمة، بحيث أصبح مقدورهم الوصول إلى أمهات الكتب وكل مصادر المعلومات في شتى المجالات بيسر وسهولة.
كما عكس جهود مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في كل ما من شأنه الارتقاء بالمستوى الثقافي العربي والإسلامي، وجاء كإضافة كبرى لجملة المشروعات الضخمة التي تتبناها المكتبة، ويُبرز دور المكتبة في هذا الاتجاه، حيث خطت نحو الريادة وتجاوزت حدود العمل الثقافي المحلي لتطرق آفاق أرحب، وتدلف إلى ميادين الثقافة الإقليمية والقارية والدولية، عبر منظومة متكاملة من الخطط والدراسات الهيكلية والاستراتيجية تمخض عنها إشعاع ثقافي عربي ذو توجه دولي.