المحليات

أم نوار.. صنعت البرقع لنفسها طِفْلَةً.. وارتدته عَروسًا في ليلة الزفاف

رافقها لـ 50 عامًا ورفضت بيعه رغم عروض الشراء

نايف السعدي

يعد «الملب»، أو البرقع، واحدًا من العلامات التاريخية للثقافة العربية في شبه الجزيرة العربية، والذي طالما ميز احتراف المرأة لفن التطريز، فأبدعت في تصميماته.

ويتميز «الملب»، بأنه صناعة يدوية خالصة تعتمد بالأساس على فن التطريز وإجادة التحكم بالحرير، ووصلت مستويات الإجادة لدى صانعيه إلى تصميمه؛ بحيث تفوح منه رائحة طيبة أصيلة تشبه أخلاق أصحابها، وظلت صناعته لفترة صامدة راسخة في العقل الشعبي، لكنها بمرور الوقت تهاوت مع توسع استخدام المجتمع للأزياء المختلفة المستمدة من أفكار ثقافات أخرى، فانزوت وانحسرت ولا يكاد يتبقى منها سوى القليل، الذى يظهر في عمل فنى تاريخي، أو مناسبة تراثية محدودة.

«أم نوار العتيبي»، واحدة من اللواتي لازمهن هذا الفن طيلة حياتهن؛ ففي ركنها بالسوق الشعبية بحديقة الملك فيصل بالطائف ضمن مشاركتها بفعاليات مهرجان ولي العهد للهجن في نسخته الثانية، جلست تروي قصتها مع أول عمل صنعته والذي يشكل لها ذكرى خالدة في ذهنها وارتباط تاريخي عميق، لا يمكن أن يفارقها رغم عروض الشراء الكثيرة والمغرية في بعضها التي تلقتها طوال مشاركاتها في مختلف الفعاليات التراثية .

وأوضحت «أم نوار» أن تحفتها الفنية التي تعتز بها صنعتها مع ممارستها مهنة الرعي مرافقة لوالدها وهي بنت عشر سنوات.. ولأن «الملب» كان من زينة العروس الضرورية في ذلك الزمان كان لزامًا عليها أن تتزين ليلة عرسها - قبل أكثر من 40 عامًا - بها، ورافقتها زينتها إلى اليوم في كل مشاركاتها كأول عمل لها وكذكرى قيمة تبعث في النفس ذكريات لا يمكن أن تمحى .

وهكذا تعكس الثقافة العربية في المملكة، الوعي الحقيقي بقيمة التراث وأصالة أهله، بعشق يترجم الانتماء الحقيقي وفقًا بشهادة يسجلها الزمان على أصالة المكان.

مرر للأسفل للمزيد