مزدلفة 
المحليات

مزدلفة.. مبيت ضيوف الرحمن بعد الإفاضة من عرفات

فريق التحرير

مزدلفة ثالث المشاعر المقدسة التي يمر بها الحجاج خلال أدائهم مناسك الحج، وتقع بين مشعري منى وعرفات، ويقيمون فيها صلاتي المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا، ويبيتون فيها حتى صباح اليوم التالي يوم عيد الأضحى، يصلون الفجر، ويجمعون الحصى، ثم يدفعون منها إلى منى.

والمبيت بمزدلفة واجب على الحاج، من تركه فعليه دم، والمستحب الاقتداء برسول الله، صلى الله عليه وسلم، في المبيت إلى أن يُصبح، ثم يقف حتى يسفر، ولا بأس بتقديم الضعفاء والنساء، ثم يدفع إلى منى قبل طلوع الشمس.

وتعود تسميتها بمزدلفة حسبما ذكره العلماء والمؤرخون لنزول الناس بها في زلف الليل، وقيل أيضًا لأن الناس يزدلفون فيها إلى الحرم، كما قيل إن السبب أن الناس يدفعون منها زلفة واحدة أي جميعًا، فيما سماها الله تعالى المشعر الحرام وذكرها في قوله: «فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام».

ويُعد مشعر مزدلفة بكامله موقفًا عدا وادي محسر، الذي يقع بينه وبين منى، وسمي بمحسّر كما أفاد به مدير مركز تاريخ مكة المكرمة الدكتور فواز الدهاس؛ لأن الله عز وجل حسر فيه فيل أبرهه من التقدم نحو الكعبة، وكان النبي، صلى الله عليه وسلم، إذ أتى وادي محسر حرك ناقته وأسرع في السير وهذه هي عادته صلى عليه وسلم في المواضع التي أنزل الله سبحانه وتعالى بأسه بأعدائه، حسب «واس».

ومساحة مشعر مزدلفة الإجمالية 963 هكتارًا، يستفاد منها للحجاج 682 هكتارًا، وفيها مسجد المشعر الحرام، وهو المسجد الذي ورد ذكره في قول الله تعالى: «فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام»، وكان النبي، صلى الله عليه وسلم، ينزل عند قبلته الذي يقع في بداية مزدلفة على قارعة الطريق رقم (5) الذي يفصل بين التل والمسجد، ويبعد عن مسجد الخيف نحو (5) كيلومترات، وعن مسجد نمرة (7) كيلومترات.

وكان في بداية القرن الثالث الهجري متواضع المساحة والبناء، ولم يكن مسقوفًا وله ستة أبواب، وفي العهد الحالي تمت توسعته، وأصبح طوله من الشرق إلى الغرب (90 مترًا) وعرضه (56) مترًا، وبات يستوعب أكثر من (12) ألف مصلٍ، وله منارتان بارتفاع 32 مترًا، وله مداخل في الجهات الشرقية والشمالية والجنوبية.

مرر للأسفل للمزيد