المحليات

وداعًا سماحة المفتي عبدالعزيز آل الشيخ.. إرث علمي ودعوي يخلّد نصف قرن من العطاء

فريق التحرير

رحل اليوم الثلاثاء، سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، المفتي العام للمملكة، ورئيس هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء، تاركًا وراءه إرثًا علميًا ودعويًا كبيرًا امتد لعقود من الزمن، شكّل خلالها أحد أبرز المراجع الدينية في العالم الإسلامي.

نشأة مبكرة وتحديات كبرى

وُلد سماحة المفتي الراحل في مكة المكرمة في 30 نوفمبر 1943، ونشأ يتيمًا بعد وفاة والده وهو لم يتجاوز الثامنة من عمره. حفظ القرآن الكريم صغيرًا على يد الشيخ محمد بن سنان، ثم واصل مسيرته العلمية متحديًا فقدان بصره في العشرينات من عمره، ليتفرغ لطلب العلم الشرعي.

مسيرة علمية ثرية

تلقى سماحة المفتي الراحل علومه على يد كبار العلماء، في مقدمتهم مفتي الديار السعودية الأسبق محمد بن إبراهيم آل الشيخ، كما نهل من علم الشيخ عبدالعزيز بن باز في الفرائض، وتعلّم النحو والتوحيد على أيدي نخبة من العلماء البارزين.

والتحق بالمعهد العلمي بالرياض ثم بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث تخرّج عام 1965.

بدأ مشواره العملي مدرسًا في معهد إمام الدعوة العلمي، قبل أن ينتقل إلى كلية الشريعة بالرياض أستاذًا مساعدًا ثم مشاركًا، كما درّس في المعهد العالي للقضاء، وتولى الإمامة والخطابة في عدد من المساجد، أبرزها جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، إضافة إلى مسجد نمرة بعرفة، حيث كان من أشهر خطبائه.

منابر الفتوى والقيادة الدينية

عام 1987 عُيّن عضوًا في هيئة كبار العلماء، ثم أصبح عضوًا متفرغًا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، وفي عام 1995 صدر أمر ملكي بتعيينه نائبًا للمفتي العام، ليخلف بعد أربع سنوات الشيخ عبدالعزيز بن باز مفتيا عامًا للمملكة، ورئيسًا لهيئة كبار العلماء، وهي المناصب التي شغلها حتى وفاته.

إرث علمي ودعوي

قدّم الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ عشرات المؤلفات والدروس الشرعية، شملت الفتاوى وأحكام العقيدة والحلال والحرام، إلى جانب مشاركاته المستمرة في البرامج الدينية والندوات العلمية، كما عُرف بخطبه المؤثرة في الحرمين الشريفين ومساجد المملكة، وبجهوده في نشر الوسطية والاعتدال.

برحيل المفتي العام، يودّع العالم الإسلامي أحد أبرز علمائه المعاصرين، بعد مسيرة حافلة بالعطاء العلمي والشرعي امتدت لعقود، ليبقى أثره شاهدًا في كتب الفقه والفتوى، وعلى منابر الدعوة والإرشاد.

مرر للأسفل للمزيد