أطلقت الإدارة العامة للأمن السيبراني بجامعة الملك خالد، في مركز دراسة الطالبات بالسامر، مبادرة «نساء في الأمن السيبراني»؛ لتعزيز فرص نجاح المرأة في الأمن السيبراني وأمن المعلومات.
وتستهدف المبادرة التي شهدت مشاركة نخبة من المتخصصات بالمجال، كافة المهتمات بالأمن السيبراني من داخل الجامعة وخارجها؛ لتحقيق أحد أهم أهداف رؤية المملكة 2030 الذي يتمثل في تمكين المرأة ونجاحها في هذا المجال.
وقالت مديرة تمكين الأمن السيبراني في شركة الاتصالات السعودية، أروى الحمد: «إن دور المرأة بالأمن السيبراني لا يختلف عن دور الرجل بهذا المجال، الذي يتلخص في حماية الوطن».
وأشارت في تصريحات لـ«عاجل»، إلى أن الإحصائيات العالمية تشير إلى النقص الحاد في الكادر بهذا المجال، مُتابعةً: «أبحاث منظمة ISACA تنبأت بنقص يصل إلى 5.3 مليون وظيفة شاغرة في المجال بحلول عام 2021، وآخر إحصائية لنسبة العنصر النسائي هي 20% من نسبة الرجال؛ لذلك دور المرأة مهم لسد هذه الفجوة».
وعن فائدة الأمن السيبراني في مجال الاتصالات، أوضحت الحمد أنه في عصر التحول الرقمي، أصبح كل شيء متصلًا بالهواتف الذكية، والبيوت والمدن الذكية؛ ما يرفع مستوى جودة الحياة، لكنه في المقابل مُحاط بمخاطر جديدة قد يؤدي استغلالها إلى عواقب وخيمة تهدد الحياة البشرية إن لم يتم حمايتها بالشكل المطلوب. وكما لاحظنا، أصبحت الحروب إلكترونية وشركات الاتصالات تلعب دورًا مهمًّا».
وتابعت: «نسبة وعي المرأة بالأمن السيبراني ضئيل جدًّا؛ لأن الجيل الذي ولدنا فيه نشأ في ثقافة عالمية تعتقد أن هذا المجال يخص المجتمع الذكوري فقط، لكنا تمكنا من تغيير هذه الثقافة. والدليل ارتفاع نسبة العنصر النسائي من 11% عام 2011 إلى 20% هذا العام».
وتوقعت زيادة سريعة في الأعوام المقبلة في ظل اهتمام القيادة بهذا المجال، وتمكين المرأة عبر عدة مبادرات، مثل إنشاء الهيئة الوطنية للأمن السيبراني والاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز وغيرهما.
وأكدت أروى الحمد أن مبادرة «نساء في الأمن السيبراني» التي أطلقتها جامعة الملك خالد بأبها خطوة هامة تتماشى مع رؤية المملكة 2030، وتساعد في نشر هذه الثقافة، مطالبةً كل امرأة بأن تحمل على عاتقها مسؤولية مؤازرة أخواتها النساء، مع عدم التقليل من أهمية دعم الرجل لتمكين المرأة.
ومن جانبه، قال المشرف العام على الإدارة العامة للأمن السيبراني بجامعة الملك خالد الدكتور محمد الصقر: «سبب وجود الأمن السيبراني حاليًّا وعدم معرفته سابقًا، هو تزايد الأعمال التخريبية والهجمات الإلكترونية من جهات منظمة وأفراد في كل العالم».
وأضاف: «أصبحت بعض الدول تشرف على مجموعات مدربة للهجوم على دول أخرى وشركات لأهداف سياسية أو اقتصادية، وكذلك تزايد الاعتماد على التقنية والاتصالات بشكل سريع السنوات الأخيرة في العالم عامةً والسعودية خاصةً< لما تقدمة التقنية من تسهيل للعمل والحكومات والحياة وكشرط للتوسع في التقنية والاستفادة من إيجابيات التقنية».
وتابع: «أصبح الأمن السيبراني هاجسًا عالميًّا؛ ما ولد دعمًا وتبنيًا له من قبل الجهات الرسمية، وهذا ما تنبهت إليه المملكة العربية السعودية، وبادرت مبكرًا بدعمه على كافة الأصعدة، ونجحنا في المملكة بأن نبني أرضية للأمن السيبراني صلبة من خلال هيئات واتحادات سيبرانية فأصبح الصغير والكبير يعرف أهمية الأمن السيبراني».
وأضاف الصقر: «ركزنا بالمبادرة على النساء؛ لأن الإحصائيات العالمية تشير إلى أن القوى العاملة النسائية في الأمن السيبراني قرابة 20%. وهدفنا في هذه المبادرة رفع نسبة النساء وتشجيعهن على الانخراط في هذا المجال، وتدريبهن ومساعدتهن لتكون المملكة رائدة في مجال تمكين المرأة في سوق عمل الأمن السيبراني.
وأوضحت المشرفة على المبادرة والمختصة بأمن المعلومات بالإدارة العامة للأمن السيبراني بجامعة الملك خالد أميرة الأحمري؛ أن المبادرة استمرت ثلاثة أيام، بدأت من الحرم الجامعي في مركز دراسة الطالبات بالسامر الذي قدمت فيه جناحًا تعريفيًّا يستهدف المهتمات من طالبات الجامعة بالجوانب الرقمية والتقنية.
وأضافت: «اختتمت أعمالها في مجمع الراشد مول بأبها؛ لتوعية وتثقيف أكبر عدد ممكن من نساء مجتمع عسير بالأمن السيبراني، وتجاوز عدد المستفيدات من هذه المبادرة 200 مستفيدة، كما شهدت 700 زائرة من المهتمات والمختصات».
وأشارت أميرة الأحمري إلى أن هذه تُعد المرحلة الأولى، وستنطلق قريبًا المرحلة الثانية، وهي دعم المهتمات وتوجيههن وتدريبهن لمدة سنة.