أكد المتحدث الرسمي للهيئة الملكية لمحافظة العلا، عبد الرحمن الطريري، أن النقوش المكتوبة في العلا — والتي يصل عددها إلى نحو 25 ألف نقش — كُتبت بعشر لغات مختلفة، مما يوفر مفتاحًا مهمًا لفهم طبيعة المجتمعات القديمة في شبه الجزيرة العربية ومسارات حياتهم وثقافتهم.
وأوضح الطريري، في مداخلة مع قناة الإخبارية، أن الهيئة تُنفذ سنويًا أعمالًا بحثية واسعة عبر بعثات علمية متخصصة، لدراسة المواقع التاريخية وسد الفجوات الزمنية بين الحضارات المتعاقبة في المنطقة.
وأضاف أن هناك بعثات تعمل على دراسة طريق الحجيج، وأخرى لتحليل بقايا عظام البشر والحيوانات التي يصل عددها إلى أكثر من 180 ألف قطعة.
وأشار إلى أن النقوش الموجودة في العلا كُتبت بلغات متعددة، من بينها اللحيانية، الدادانية، والآرامية، إلى جانب لغات أخرى، الأمر الذي يعكس تنوع الحضارات التي استوطنت المنطقة ودورها كمركز تواصل تجاري وثقافي مهم عبر التاريخ.
وأوضح الطريري أن مشروع تحليل وتوثيق هذه النقوش يتم بالشراكة مع جامعة جينت البلجيكية، إحدى أهم 100 جامعة في العالم، ويعتمد على منهجية علمية متقدمة تشمل التحليل اللغوي المتخصص، التوثيق الرقمي عالي الدقة، المسح ثلاثي الأبعاد، وربط المعلومات بسياقها الجغرافي عبر نظم المعلومات الجغرافية.
وأكد أن هذه المنهجية تسهم في فهم الرمزية المرتبطة بمواقع النقوش، سواء كانت على طرق التجارة أو في مناطق العبادة أو الاستيطان، مما يفتح آفاقاً جديدة لدراسة التاريخ العميق للممالك العربية القديمة في العلا.