تناول البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2022 أمن دول مجلس التعاون الخليجي في ظل الأحداث الحالية بالمنطقة، وما يتبعها من تدخلات خارجية في الشأن الداخلي لدول المجلس، في ندوة سياسية بعنوان: "تحديات أمن الخليج بين الواقع والمستقبل"، أدارها رئيس تحرير صحيفة عكاظ جميل الذيابي واستضاف فيها مستشار شؤون الشرق الأوسط في وزارة الدفاع البريطانية سايمون مايا، والكاتب السياسي مشاري الذايدي، والصحفي جاسر الجاسر.
تطرق الذيابي في بداية الندوة إلى تداخل السياسة مع المجالات الأخرى كالاقتصاد والثقافة وغيرها، وطرَح تساؤلات عدة حول أمن الخليج والخطر الإيراني وعلاقات دول المجلس بين بعضها البعض.
بينما أكد جاسر الجاسر أن تماسك أمن دول المجلس أصبح أكثر متانة بخلاف السنوات السابقة، مبينًا أن التحديات التي تواجه دول الخليج العربي ازدادت وتنوعت ولم تعد مقصورة على إسرائيل والطاقة، بل تشمل إيران والهجمات السيبرانية، متطرقًا إلى مشاريع الدول الخليجية المستقبلية ، كرؤية المملكة العربية السعودية 2030، ورؤية كل من الإمارات والبحرين، وأثرها في مواجهة التحديات.
ثم انتقل الحديث إلى المستشار البريطاني السيد "سايمون" الذي ذكر بأن السياسة الخليجية تتوافق كثيرًا مع السياسة البريطانية والأوروبية، منبّهاً على خطورة إيران في المنطقة وسياستها غير السوية تجاه العالم، مشدداً على وجوب محافظة دول المجلس على ثرواتها ومقدراتها المتمثلة في النفط والغاز، في ظل الأخطار المتنامية إقليمياً ودولياً.
واستعرض الذايدي نبذة تاريخية عن بداية تكوين مجلس التعاون الخليجي والحقبة التي تلت ذلك، مضيفاً أن الخلافات بين الدول وإيران تتمحور في السلطة الإيرانية نفسها، وليست خلافات بين الشعب الإيراني وشعوب الخليج، مشيداً بقوة المملكة وبقية دول الخليج في اتخاذ القرارات السيادية بشأن النفط والغاز، بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
وانتقد الذايدي في حديثه الإعلام الدولي في دول المجلس؛ ووصفه بأنه لا يستغل المواقف في إظهار الثغرات الإيرانية بطريقة مثمرة، ومنها: الصدمة العاطفية التي أحدثها خبر مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني، مطالباً دول المجلس بضرورة الاستفادة من هذه القضايا لتعزيز مصالحها أمام ممارسات النظام الإيراني.
اختُتمت الندوة بتوقيع كتاب مستشار وزارة الدفاع البريطانية الذي حمل عنوان "Soldier In The Sand" في منصة التوقيعات المخصصة من القائمين على تنظيم المعرض.
الجدير ذكره أن الأنشطة الثقافية المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب تزيد على 65 ندوة تغطي مجالات التراث، الأفلام، المتاحف، الموسيقى، الفنون البصرية، الأزياء، فنون الطهي، المكتبات، فنون العمارة والتصميم، المسرح والفنون الأدائية.