دعا مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية، «كيمارك»، مستشفيات المملكة للمشاركة في دراسات سريرية عدة معتمدة من الهيئة العامة للغذاء والدواء، تخصّ وباء كورونا المستجد «كوفيد 19»؛ حيث من المتوقع أن تعود فوائدها على المريض وعلى دور المملكة في إثراء الممارسات الطبية المبنية على البراهين العلمية.
وتُجرى المركز حالياً دراسات سريرية في المملكة تتعلق بوباء كورونا المستجد «كوفيد 19» باستخدام مضادات فيروسية مختلفة، وتحمل الدراسة الأولى اسم «افي مايلد 19» لتجربة مضاد فافيبرافير الذي تم تصنيعه في اليابان، ويُستخدم في حالات المرض الخفيفة، والدراسة الثانية باسم «فاكت» لتجربة مركب من مضادين بجرعات موزونة وهي دواء فافيبرافير ودواء هيدروكسي كلوروكوين الذي يستخدم كمضاد للملاريا، وذلك في حالات المرض متوسطة الشدة التي تجرى بالتعاون مع وزارة الصحة، فيما جاءت الدراسة الثالثة حول استخلاص البلازما من دم المتعافين من المرض، وذلك في حالات المرض الشديدة التي يحتاج فيها المرضى إلى تنفس اصطناعي أو أكسجين التي تجرى برعاية وزارة الصحة، فيما يجري المركز الدراسة الرابعة التي تقوم بالمقارنة بين مجموعات تم استخدام بروتوكولات علاجية مختلفة فيها لتقييم الأفضل من بينها.
ويأتي ذلك نظراً لما يمتلكه «كيمارك» من خبرة وكوادر بشرية وبنى تحتية تؤهله لإجراء عدد من الدراسات فيما يخص هذا الوباء الذي قامت الكثير من الدول بتطبيق عدد من الدراسات البحثية المحكمة حوله لجميع مرضى «كوفيد 19» مثل بريطانيا التي قامت بتقسيمهم إلى مجموعات متوازية وكل مجموعة تأخذ دواء تجريبي مختلف، ومن نتائج ذلك ما ظهر قبل أيام عدة من إثبات علمي لفاعلية دواء «ديكساميثازون». ولا تزال مجموعات الدراسات الأخرى مستمرة.
وقال المدير التنفيذي لمركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية، الدكتور أحمد العسكر: «بما أنه لا يوجد حتى الآن دواء مضاد لفيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» معتمد من قبل هيئات الغذاء والدواء، فإن أي دواء موجود حالياً هو من باب التجربة وإما أن تكون تجربة عشوائية غير منظمة، أو على أسس علمية وخاضعة لمعايير الجودة ورقابة وتنظيم اللجان العلمية والأخلاقية كما في الدراسات السريرية».
وأوضح أن مشاركة المستشفيات في الدراسات المعتمدة من الهيئات العلمية وعرض الدراسة على المريض في هذه الحالة ضرورية بهدف تقصي آثار ونتيجة الدواء على المريض، ومقارنتها بالمجموعات التي لم تتلقَ العلاج التجريبي كشرط أساسي لدى الهيئات التشريعية لإقرار الدواء من عدمه لهذا المرض.
وأكد الدكتور أحمد العسكر أن زيادة وتعدد الدراسات السريرية المحكمة يعد من مؤشرات تطور المجتمع طبياً وعلمياً، وتأتي ضمن مبادرات «رؤية المملكة 2030»، فيما يخص الأبحاث الطبية التي يقودها «كيمارك» بدعم من برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية بهدف نشر ثقافة الأبحاث والدراسات السريرية وتعزيز توافرها للمرضى في المملكة.
وقال المدير التنفيذي لـ«كيمارك»: «إن من أساسيات وأخلاقيات الممارسة الطبية في حين تتوفر دراسة سريرية محكّمة لدواء محدد، كما هي الحال مع مضادات فيروس «كوفيد 19» عدم وصف هذا الدواء الخاضع للتجارب إلا من خلال الدراسات السريرية للمرضى المشاركين في الدراسة، وإن كان ولابد، فيجب التوضيح للمريض بأن هذا الدواء لا يزال تحت الدراسة من ناحية آثاره الجانبية ومدى فاعليته»، ولدينا في المركز كل الإمكانات سواء من التأهيل العلمي أو البنى التحتية لإجراء العديد من الدراسات البحثية بعد إنشاء وحدة دراسات سريرية في المملكة يباشرها مجموعة من المتخصصين.
اقرأ أيضًا: