المحليات

«رنا» تفارق الحياة بعد 63 يومًا في غيبوبة.. ووالدها: لن أتنازل عن حق ابنتي

استغرب عدم وصول صحة جازان لنتائج

علي الجريبي

أكد والد الطفلة رنا العارضي التي فارقت الحياة، اليوم الاثنين، بعد غيبوبة استمرت 63 يومًا، أنه لن يتنازل عن حق طفلته التي ولدت وماتت، دون أن تصل صحة جازان إلى أي نتائج بشأن قضيتها حتى اللحظة، مشيرًا إلى أنه لا يملك في مثل هذه المواقف المؤلمة إلا أن يقول «حسبي الله ونعم الوكيل».

ودخلت الطفلة رنا في غيبوبة منذ الساعة الأولى لولادتها بتاريخ 13 / 3 /  1440هـ، في أحد المجمعات الطبية الخاصة في محافظة العارضة شرق منطقة جازان، وتم نقلها مباشرة إلى مستشفى أبو عريش العام، لتبقى أكثر من 63 يومًا بقسم العناية المركزة، تعيش على الأجهزة الطبية حتى وفاتها.

وأبدى العارضي استغرابه الشديد من عدم وصول صحة جازان إلى أي نتائج فيما يتعلق بقضية ابنته مع المجمع الطبي الخاص، ومع طبيبة النساء والولادة طيلة هذه المدة، حتى بعدما فارقت طفلته الحياة، رغم وجود المخالفات الصريحة في أسلوب تعامل الكادر الطبي في المجمع الطبي الخاص بالعارضة مع حالة ابنته منذ اللحظات الأولى من ولادتها، والطرق المخالفة في تحويلها إلى المستشفى؛ حيث كان يجب عليهم استخدام سيارة إسعاف مجهزة لنقلها، فضلًا عن عدم إرفاق الأوراق الثبوتية لها وكذلك التقارير الطبية التي تظهر حالتها الصحية بملف الأم.

وأكد أن الأمر جعله يشك في قيام منسوبي المجمع الطبي بارتكاب جريمة بحق طفلته، وأنهم أرادوا إخفاءها عنه وعن الجهات المختصة الأخرى، هو رفضهم إعطاءه تقريرًا طبيًا مفصلًا بحالة طفلته.

وتابع المواطن العارضي حديثه، قائلا: «لم أتأخر في تقديم بلاغات الشكوى للجهات المختصة ومنها وزارة الصحة وصحة جازان، وكذلك إمارة المنطقة ومحافظة العارضة، وأطلعتهم على تفاصيل الواقعة بكل ما تحمله من إثباتات»، مؤكدًا بأنه لن يتنازل عن حق ابنته مطلقًا.

وأوضح بأنه طلب من صحة جازان تحويل ابنته إلى أحد المستشفيات المتخصصة؛ كي تتابع علاجها، ولكنه تفاجأ بأن ما يزيد عن 12 مستشفى داخل وخارج منطقة جازان ردت برفضها استقبال الحالة، ومنها مدن طبية بمدينة الرياض، مطالبًا في الوقت ذاته بأن تبادر إمارة جازان ووزارة الصحة إلى تشكيل لجنة عاجلة للوقوف على ملف قضية ابنته رنا، والتي عاشت حياتها القصيرة تحت الأجهزة الطبية بالمستشفى وغادرت الحياة بصمت مرير، ولم يسبق لها دخول منزل أسرتها إلا بعد وفاتها، وحين وداعها من أمها وبقية أفراد عائلتها تاركة أمامهم صورتها البريئة.

وكانت صحة جازان علقت على قضية الطفلة رنا العارضي، في تصريح خاص لـ«عاجل» على لسان متحدثها الرسمي نبيل غاوي، قائلًا: إنه «تم التوجيه بتشكيل لجنة للتحقيق في واقعة الطفلة المولودة رنا، التي ترقد بالعناية المركزة بمستشفى أبو عريش العام، عقب تدهور حالتها ودخولها في غيبوبة بعد ولادتها في مجمع طبي خاص بمحافظة العارضة، وذلك للوقوف على الإجراءات المتخذة مع الحالة واتخاذ ما يلزم».

وأوضح غاوي، أنه تم شخوص اللجنة إلى المنشأة وأخذ الإفادات اللازمة وإحالتها إلى لجنة المخالفات بصحة جازان، وكذلك إلى إدارة المتابعة لاتخاذ الإجراءات اللازمة بهذا الشأن.

ويأتي ذلك بعد اتهام المواطن يحيى بن أحمد علي العارضي، المجمع الطبي، بالإهمال والمخالفات الأمنية والطبية الصريحة في التعامل مع حالة ابنته، أثناء وبعد ولادتها، بجانب محاولة إخفاء الحقيقة، التي تسببت في توقف نبضات القلب والتنفس عنها بشكل مفاجئ، وطلب الطبيبة المختصة منه حمل طفلته المولودة بيديه ونقلها إلى المستشفى العام سريعًا عبر سيارته الخاصة، وألا يخبر أحدًا بالأمر وأن يقول بان عملية الولادة تمت في المنزل.

وسرد  المواطن العارضي لـ"عاجل" تفاصيل الواقعة منذ لحظاتها الأولى حتى وفاة ابنته رنا، قائلًا: «أحضرت زوجتي إلى أحد المجمعات الطبية الخاصة في محافظة العارضة؛ حيث أجريت لها الفحوصات الطبية اللازمة قبل عملية الولادة، التي تمت بشكلها الطبيعي، ولكنني تفاجأت بحالة ابنتي وذهبت بها إلى المستشفى العام لإنقاذها من الوضع الصحي الذي بدأت تمر به، رغم المخالفات في أمر نقلها بهذه الصورة».

وتابع قائلًا: «وبالفعل حملتها بيدي دون أي أوراق رسمية تثبت بأنها ابنتي ووصلت بها إلى قسم الطوارئ بمستشفى العارضة العام، وتدخل الأطباء لإنقاذها من خلال عمليات التنفس الاصطناعي، لتعود لها نبضات القلب بصورة ضعيفة جدًا، وتعاملوا معها كحالة إنسانية تستدعي إنقاذها بكل الطرق والوسائل الطبية اللازمة».

وأضاف أن الأطباء قرروا تحويلها سريعًا إلى مستشفى أبو عريش العام نتيجة تدهور حالتها، وعلى الفور تم تنويمها بقسم العناية المركزة للأطفال، ولا تزال منذ ذلك اليوم وهي تعيش على الأجهزة الطبية وفي غيبوبة تامة وكأنها شبه ميتة.

مرر للأسفل للمزيد