أكد الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس أهمية الدروس العلمية ودورها في النقل الصحيح المستمد من الكتب والمتون الصحيحة، وحرص الرئاسة على الجانب التوجيهي والإرشادي والتوعوي، ونشر العلم النافع لزوار بيت الله الحرام.
ويشهد المسجد الحرام اهتماما متواصلا بالدروس والمحاضرات وحلقات تحفيظ القرآن الكريم، حيث تعد ملمحًا روحياً يرتبط به مع دوام الرسالة العلمية والتنويرية.
وأصبحت الدروس العلمية وحلقات تحفيظ القرآن الكريم منارة إشعاع روحانية ورسالة عالمية وسطية، بإتاحتها عبر البث المباشر والمسجل لها، عبر منصة منارة الحرمين والوسائل الرقمية لتصل إلى راغبيها من المسلمين حول العالم، حيث الميراث العلمي الوفير لعديد من الشيوخ الحاليين والراحلين.
ومن بين الدروس العلمية المقدمة، درس الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، الذي يعود إلى عام ١٤١٦هـ، بعد صدور أمر سامٍ كريم، بالموافقة على قيامه بالتدريس في المسجد الحرام حتى يومنا.
ويحرص الرئيس العام على إلقاء الدرس بعد صلاة العشاء في صحن المطاف، ومن أمام الكعبة المشرفة بانتظام، وفي آخر درس له في شرح كتابي "تفسير السعدي" و"عمدة الأحكام" ضمن البرنامج العلمي الدائم، استكمل السديس بشرح تفسير سورة الحديد من الآية (17) إلى الآية (21) بعد توقفه في الدرس السابق حيث ذكر: مناسبة قوله تعالى: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ...} لما قبله: أن الله سبحانه لمَّا وازن بين المؤمنين والمنافقين فيما مضى، وأبان ما يكون بينهما من فارق يوم القيامة، ذكَر هنا التفاوتَ بين حال المؤمنين وحال الكافرين.
وتنظم وكالة الشؤون التوجيهية المحاضرات والدروس بالمسجد الحرام بشكل يومي وأسبوعي، حيث يجلس المدرس على كرسي وأمامه مكبر الصوت، وحوله طلبة العلم مع إتاحة مشاهدتها من خلال البث المباشر والمسجل لها، وذلك عبر منصة منارة الحرمين.
وينقسم درس الرئيس العام إلى قسمين: تفسير الآيات القرآنية وشرح أحد الأحاديث النبوية، ومن مجالس العلم التي كان يلقي فيها الشيخ السديس صنوفًا من علوم الشريعة، كتاب "الأصول الثلاثة" للإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله-، وكتاب "زاد المعاد في هدي خير العباد" للإمام ابن القيم -رحمه الله-، إلى جانب كتاب "عمدة الأحكام" للحافظ عبدالغني المقدسي -رحمه الله- ومواعظ وتوجيهات لقاصدي بيت الله الحرام من حجاج ومعتمرين.
ويعتمد الرئيس العام برامج الدروس العلمية، ويتم الترتيب لها من قبل وكالة الشؤون التوجيهية، ووضعها ضمن الجداول اليومية والأسبوعية محددة بأسماء أصحاب الفضيلة والمشائخ.
وتعد البرامج والدروس العلمية في المسجد ذات قيمة عالية منبثقة من رسالة الحرمين الشريفين المباركة، حيث تجسد رسالة الحرمين، ويقوم بإلقاء الدروس والمحاضرات المقامة بالحرم المكي الشريف عدد من أصحاب المعالي أعضاء هيئة كبار العلماء وأصحاب الفضيلة المتخصصين بمختلف العلوم الشرعية المتنوعة، وفق جدول علمي دائم يتم الإعلان عنه أسبوعيًّا، عبر المنصات الإعلامية الرسمية للرئاسة والوكالة؛ حرصًا على استفادة أكبر شريحة ممكنة من هذه العلوم الشرعية المستمدة من الكتب والمتون الصحيحة والمتخصصة بمجالات عديدة منها: (الفقه، العقيدة، الأصول، السيرة النبوية، اللغة العربية، الأدب) وغيرها من الكتب العلمية، ومن ضمنهم: الشيخ حسن بخاري، والشيخ حمزة الفعر والشيخ عبدالرحمن القرني.
وكشف وكيل الرئيس العام للشؤون التوجيهية والإرشادية الشيخ عبدالله بن حمد الصولي عن استئناف جلسات تحفيظ القرآن في المسجد الحرام حضوريًا طيلة الأسبوع، وأعدت الوكالة خطة لحلقات تعليم القرآن الكريم بالمسجد الحرام، تستهدف الطلاب والطالبات الراغبين في صحبة كلام الله عز وجل "حضوريًا" في رحاب المسجد الحرام، عبر مسارات متنوعة ومستويات متدرجة تراعي أعلى درجات الإتقان والجودة التعليمية، وبدأت عملية التسجيل لتظل متاحة حاليًا في البرنامج، وسوف يعلن عن أسماء المقبولين في البرنامج وتحديد موعد الحضور عبر البريد الإلكتروني.
استثمار الدروس لإيصالها للعالم
وحول الدروس العلمية قال الشيخ الصولي، أن الرئاسة حريصة على إيصال رسالة الحرمين الشريفين عبر إقامة البرامج والدروس العلمية بالمسجد الحرام للزوار وطلبة العلم من أنحاء العالم الإسلامي؛ واستثمار وسائل الإعلام، لتصل الدروس العلمية والمحاضرات التوجيهية لأكبر فئة مستهدفة من طلبة العلم والباحثين وعموم المسلمين.
ترجمة الدروس لعدة لغات
وتُقام المحاضرات والدروس بالمسجد الحرام تحديدًا في توسعة الملك فهد -رحمه الله-، بالدور العلوي والمطاف يسار النازل من باب إسماعيل -عليه السلام- كرسي الأئمة، مع إتاحة مشاهدتها من خلال البث المباشر والمسجل لها، وذلك عبر منصة منارة الحرمين، ويتم إعطاء جانب الترجمة أولوية وتعدد اللغات أهمية كبرى؛ نظرًا لتأثيرها العالي في وصول المحتوى التوجيهي للمسلمين بمختلف شرائحهم ولغاتهم.
ويتم التنسيق بشكل مباشر ومستمر مع الإدارة العامة للبث الرقمي باللغات لتزويدها بجميع المواد والدروس والمحتوى العلمي وتعزيز منظومة الدعوة والإرشاد بعديد من اللغات العالمية منها: «الإنجليزية، والفرنسية، والملايوية، والفارسية، والصينية، والبنغالية، والروسية، والتركية، والهوسا، والإسبانية، والبشتو، والبنجابية، والبلوشية، والتايلاندية، والأوزبكية والأوردية».