المحليات

ليان العتيبي.. وفاة غامضة تثير التساؤلات وخالتها توضِّح لـ"عاجل" قصة الحلوى

اللوحة الأخيرة بخط يدها تتحدث عن فضل القرآن..

عبير الفهد

حتى الآن، ما زال بعض أقارب الطفلة ليان عبدالرحمن العتيبي، التي تُوفِّيت الأحد الماضي غير مصدقين ما أصاب صغيرتهم، التي كانت تستعد لخوض اختبارات الفصل الأول.

ومع ما أحدثته وفاة ليان، الطالبة بالصف الخامس بالابتدائية 21 في الرياض، من صدمة في الأوساط المحيطة بها، عبرت معلماتها وزميلاتها عن حزنهن البالغ لوفاتها، بينما ما زال أهلها في حالة ذهول.

وربط البعض بين وفاة الطفلة وتناولها نوعًا من الحلوى في اليوم السابق لنقلها إلى المستشفى، الأمر الذي نفته خالتها لـ"عاجل"، مؤكدة أن ليان مرضت قبل هذه الواقعة بعدة أيام.

وتتذكر خالة ليان مشاهد الصغيرة الجميلة، وهي عائدة من مدرستها وعلى محياها ابتسامة حلوة تنشر السعادة في المنزل وبين الأقارب، لكن ذلك لا يستغرق سوى دقائق من حديثها الذي يركز في المقام الأول على اللحظات الصعبة التي عاشتها الطفلة، حتى وافاها الأجل.

تتحدث خالة ليان لـ"عاجل" بمزيج من الحزن والحيرة.

الحزن؛ لأن ليان التي كانت مصدر السعادة والابتسامة والنشاط داخل العائلة، فارقت الحياة ولم يعد منها غير الذكريات وبقاياها البريئة في أرجاء المكان.

أما الحيرة، فمصدرها ذلك الغموض الذي يحيط بوفاة الطفلة، التي كانت حتى مرضها الغريب تتمتع بنضارة تناسب سِنّها، دون أن تشكو من علة أو ألم.

تقول خالة الطفلة، وهي تغالب دموعها: "أصيبت ليان قبل وفاتها بيومين بخمول وارتفاع بدرجة الحرارة؛ لكنها تعافت بعض الشيء وتمكنت من الذهاب إلى مدرستها، ومساءً جاءت مع أمِّها إلينا لحضور عزيمة".

وتتذكر خالة ليان ما حدث بعد ذلك قائلة: أعطيتها ‏ بعض الطعام، فقالت إنها لا ترغب.. نظرت إليها ولاحظت تغييرًا في لون لسانها، فلما سألتها عن السبب أخبرتني أنها أكلت "مصاصة حلوى"، ثم غادرتنا بعد ذلك مع أمها.

تجزم خالة الطفلة بأن لا صلة للحلوى بوفاة الطفلة، وتؤكد أن ليان "كانت مريضة قبل هذا اليوم، وكان الظن أن ارتفاع درجة الحرارة له علاقة بالتغييرات المناخية، ولذلك سمح لها أهلها بالذهاب إلى المدرسة قبل أن يعاودها المرض ليلة الاختبار".

وتضيف موضحة: "في بيت أسرتها استذكرت ليان دروسها وجهزت لوازم الاختبار، ونامت في الساعة الثامنة، لكنها استيقظت بعد ساعتين فقط على ألم بقدمها، فسارعوا بنقلها للمستشفى".

وتابعت: "كانت حالتها سيئة، فأدخلوها العناية المركزة‏، وبعد أن أخذوا منها عينة للتحليل، قال الأطباء: إنَّ إنزيمات الكبد لديها مرتفعة ووظائف أعضائها غير منتظمة".

في وقت لاحق قرّر الأطباء تخديرها، لكن حالتها ساءت حتى توفيت نتيجة ما حدده تقرير أخير بحالتها "التهاب حاد في المخ وفشل في الكبد".

وعلى الرغم من هذا التقرير، تستبعد خالة ليان تسممها من الحلوى، مرجحة أن تكون وفاتها بأثر العين؛ نظرًا لأنها "كانت جميلة ومتفوقة".

من جهة ثانية، حصلت "عاجل" على آخر لوحة خطتها ليان، وكان عنوانها: "لغتي العربية أصل اللغات"، ثم اتبعت ذلك بشرح جاء فيه: "بلغت اللغة العربية بفضل القرآن من الاتساع مدى لا تكاد تعرفه أي لغة أخرى من لغات الدنيا".

مرر للأسفل للمزيد