لم يدر في مخيلة مهند الشريف، يومًا أن تصل الخصومة بينه وبين أعز أصدقائه إلى القتل، وأن يخسر صديق عمره في لحظة غضب، عندما نشبت بينهما مضاربة وساقته أقداره الى قتل صديقه ليقبع بعدها في غياهب السجن بانتظار عقوبة القصاص.
مهند الذي يعتلج في نفسه الندم وألم الضمير، نجحت مساعي الصلح التي يقودها كبار رجال قبيلته في تحقيق التنازل المشروط؛ حيث اشترط ذوو القتيل مبلغ عشرة ملايين ريال للتنازل محددين مهلة تنتهي في اليوم الأول من شهر محرم المقبل.
تقول أم مهند التي تعيش مخاوف من فقد ولدها «ابني ارتكب خطأ قد يكلفه حياته، ولكن أهل القتيل تكرَّموا علينا بتنازل مشروط بدفع الدية، ومن هذا المنبر الإعلامي أناشد أهل الخير لمساعدتنا على إكمال المبلغ المتبقي والمقدر بنحو ثلاثة ملايين ريال».
وأضافت أم مهند، أن ابنها البالغ الآن نحو العشرين من عمره كان يستعدّ لدخول السلك العسكري؛ ليكون واحدًا من المدافعين عن حياض وطنه الغالي ولكن قدر الله وما شاء فعل ونسال الله أن يفرحني في ابني بسداد قيمة الدية المفروضة.
من جهته قال الشيخ سعيد عبد الهادي الشريف أحد القائمين على سداد الدية «منذ اليوم الأول من قبول أهل القتيل التنازل مقابل دفع الدية ونحن نتواصل مع كافة أفراد القبيلة في أنحاء المملكة كافة، وينسب الفضل لله ثم للشيخ حسن بن مفرح عبدالله الرسي الشريف نائب أشراف محافظة الحرجة في جهوده المضنية والتي أثمرت عن خفض مبلغ الدية من ٣٠ مليون ريال إلى عشرة ملايين ريال» مضيفًا أن التواصل مستمر مع كافة مشائخ وأعيان الأشراف في أنحاء المملكة وقد نجحت المساعي في توفير جزء كبير من المبلغ والمتبقي نحو ثلاثة ملايين ريال.
وأبان الشيخ سعيد عبدالهادي الشريف، أن إمارة عسير خصصت مشكورة رقم حساب بنكي في مصرف الراجحي لاستقبال المبالغ الخاصة بدفع دية أهل القتيل وهو 458608010450796.
من جهته دعا رجل الأعمال الشريف محسن بن عيد السروري رجال الأعمال وأهل الخير بما تجود به نفوسهم إلى كسب المثوبة والأجر في هذه الأيام الفضيله وهي من الأشهر الحرم، بالمساهمة في إكمال مبلغ الدية لا سيما وأن الشاب مهند عرف عنه الصلاح وحسن التربية ولم نسمع عنه أنه تسبب في مشاكل أو اقترب منها وما حدث معه قضاء وقدر ونسأل الله أن يفرج عنه ويحقق آمال والدته التي أتعبها وقوع ابنها في هذه المشكلة.