تعد العلاقات السعودية – الأردنية، نموذجًا يحتذى به، في العمل العربي المشترك، وهو ما يعكس حالة التنسيق الدائم والتشاور المستمر بين البلدين الشقيقين، ووحدة الموقف تجاه مختلف القضايا العربيّة والإقليمية والعالمية.
وتأتي زيارة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع نائب رئيس مجلس الوزراء، للأردن الأسبوع المقبل لتعكس عمق العلاقات بين البلدين.
ولم تكن العلاقات السعودية الأردنية، المتميزة وليدة اليوم، لكنها عميقة وراسخة وثابتة منذ أزل التاريخ، فالعلاقات التي تربط المملكة الأردنية الهاشمية بالمملكة العربية السعودية، قد أخذت مسارا متميزا وراسخا بين القيادتين والحكومتين، مما أثمر توافقا دائما بين المصالح المشتركة للمملكتين الشقيقتين.
التعاون المثمر يعكس أن المملكة لم تتوانى عن فتح أبوابها للكفاءات الأردنية المتميزة من أطباء ومدرسين واقتصاديين ورجال أعمال، كما كان لإسهامات الصندوق السعودي للتنمية في دعم الكثير من المشاريع في الأردن كبير الأثر.
ودائما ما يسعى البلدين لإقامة علاقة اقتصادية تكاملية، في ظل العلاقات المميزة التي تجمع البلدين على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والقرب الجغرافي.
وتعتبر السعودية من أوائل الدول الثلاث في حجم الاستثمارات المقامة بالأردن، حيث وصلت إلى 12 مليار دولار موزعة على قطاعات النقل والبنية التحتية والطاقة والقطاع المالي والتجاري والإنشاءات السياحية، بالإضافة إلى أنها تعد من اكبر الشركاء التجاريين للأردن حيث وصلت المبادلات التجارية بين البلدين إلى 4.2 مليارات دولار.
وفي إطار التعاون المشترك سهلت المملكة حركة عبور البضائع الأردنية والركاب من وإلى دول الخليج العربية عبر أراضي المملكة، وهو ما سيكون له آثار ايجابية على الصادرات الأردنية.
كما تعد السعودية أحد أبرز الشركاء التجاريين للأردن والشريك الأول على مستوى العلاقات الأردنية مع الدول العربية حيث تتجه حوالي 11 بالمئة من صادرات المملكة للسوق السعودية.
ولا يتوقف التعاون الثنائي بين الأردن والسعودية، عند القطاع الاقتصادي فقط، بل امتدت إلى كافة المجالات.
فهناك مجلس تنسيق أردني سعودي، والذي تأسس عام 2016 ، ويتولى الإشراف على إعداد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية بين البلدين ومتابعة تنفيذها في المجالات المتعددة وما يتفق عليه الجانبان خلال اجتماعات المجلس.
كما أن هناك مجلس الأعمال الأردني السعودي، وهي هيئة خاصة مستقلة مقرها عمان، تسعى لتكريس الخبرات من أجل دعم القطاع الخاص ونشاطاته، لتنمية العلاقات الاقتصادية الأردنية السعودية.
هذا بالإضافة إلى لجنة الصداقة البرلمانية، والتي تهدف الى تعزيز العمل البرلماني المشترك بين البلدين عبر التواصل المستمر بين الجهتين، ويضم 9 أعضاء.
كما أن هناك لجنة الأخوة من الأعيان، وهي تقوم بنفس عمل لجنة الأخوة البرلمانية من خلال التواصل المستمر بين الجهتين، وتضم ١٥ عضوا.