تعد حرفة صناعة المسابيح "السبحة" من أهم الروافد التراثية المستوحاة من واقع البيئة، ومن الحرف القديمة المحفوظة والمتوارثة على مر الأجيال.
بيت حائل التراثي الذي تشرف على تنظيمه إمارة منطقة حائل في متنزه أجا بارك، يضم ركنا لصناعة المسابيح التي تتنوع فيه الخامات المعروضة لأكثر من 35 خامةً تستورد من مختلف دول العالم لتصنع منها المسابيح بأشكال متعددة وتتفاوت أسعار السبحة الواحدة من 10 ريالات إلى 40000 ريال وفق ما أكده الشاب محمد العبيداء الذي يمارس العمل بهذه المهنة منذ ثلاث سنوات وأصبحت مصدر رزقه الأول استمدها من أخيه الذي يعمل هو الآخر فيها منذ أكثر من 18 عامًا.
وأشار العبيداء إلى أن مشاركتهما في بيت حائل لعرض المنتجات المتنوعة وتعريف الزوار بالمسابيح وأنواعها وكيفية صناعتها وأبرز مراحل التصنيع، مبيناً أنواع المسابيح وتتمثل في (المستكا والبكلايت والسندلس والكهرمان والأخشاب والكوك وأنواع العظم والقرن والفاتوران والزعفران) والمواد المستخدمة في المسابيح أنواع عدّة، منها الطبيعية مثل "العاجيات، الأخشاب، الأحجار"، والنوع الثاني مواد شبه طبيعية، مثل "المواد العضوية"، والنوع الثالث المواد المصنعة، "كالبكالات والفيبر والبلاستيك".
ولفت النظر إلى أنه يوجد قصات متعددة للخرز، مثل "الدائري، الزيتوني، الزوردي، البرميلي، الصنوبري، وبيض الحمام، والإسطنبولي، والصندوقي "، وفي الأميات "منارة المسجد، المنارة البحرية الأزهري والملولوي، العراقي، الجرس"، وعن مراحل الصناعة قال تمر بعدة مراحل على الآلات مثل آلة المنشار، وآلة الدسكات، والمخرطة، وآلة الصنفرة والتلميع والتخريم، مبيناً أن العمل في السبحة الواحدة يتراوح وقتها ما بين ساعة إلى 28 يومًا، يحكمها نوعية الخامة، والتصنيع. وقدم العبيداء شكره وتقديره للجنة المنظمة لبيت حائل على التنظيم الذي وصفه بالرائع والإقبال الكبير من قبل الزوار متطلعًا إلى استمرارية مثل هذه الفعاليات على مدار العام لإبراز مثل هذه الصناعات أمام الزوار القادمين لها من داخل الوطن وخارجه.