قصة الرجل البوصلة 
المحليات

«الرجل البوصلة».. قصة رجل محصن من التيه قاد المملكة إلى أكبر مصادر النفط

فريق التحرير

يعد «خميس بن رمثان» من أشهر أدلاء الجزيرة العربية، وقد كان له دور ملحوظة بالمساهمة في اكتشاف «بئر الدمام 7»، وذلك بالاشتراك مع الجيولوجي الأمريكي «ماكس ستاينكي».

عرف «بن رمثان» بقوة ذاكرته ووعيه الكامل بدروب الصحراء والممرات الجبلية، التي أدرك تفاصيلها كافة منذ حياته في صحراء الدعناء؛ ولتلك الأسباب تم تكليفه بمهمة خاصة وهي مرافقة البعثة التي عُهد إليها باستكشاف النفط في شرق المملكة، وكانت أهداف المهمة تتخلص في تمييز المواقع المحتملة لاكتشاف النفط.

ربما كانت مهمة التنقيب على النفط صعبة احيانا على البعثة الجيولوجية المكلفة، لكن الأمر بالنسبة لخميس بن رمثان، كان تحديا ممزوجا بالأمل في إنجاح مهمته، بالاشتراك مع ماكي ستاينكي رئيس فريق التنقيب.

استغرقت إحدى عمليات التنقيب خمس سنوات كاملة، ولم يكن من خيار أمام «ستاينكي» سوى النجاح الذي جعله على رأس أهدافه وصارح «بن رمثان» بفرصة التحدي الأخير، وبحلول شهر مارس من عام 1938م اكتشف الفريق المكلف «بئر الدمام 7»، والتي سميت «بئر الخير»، وقررت شركة أرامكو الاستعانة به ليكون دليل الشركة وساهم بشكل أساسي في اكتشاف حقول النفط.

وسلطت قناة "الإخبارية" الضوء على قصة اكتشاف النفط في المملكة، ودور «بن رمثان» في ذلك، حيث بدأ التنقيب عن النفط عام 1933م ، على ساحل الخليج العربي وقد استعان الجيولوجيون – حينذاك – بأنفسهم في وضع الخرائط اللازمة للتنقيب، وكان برفقتهم «بن رمثان».

ووفق التقرير، بدأ حفر «بئر الدمام 1»، يوم 30 أبريل عام 1935م، والتي كان انتاجها 100 برميل من النفط يوميا، ثم تم حفر «بئر الدمام 2» عام 1936م وأنتجت 355 برميلا من النفط يوميا، ثم تم حفر بئر الدمام الثالثة، ووصل انتاجها إلى 100 برميل يوميا، ووصل فريق التنقيب و تم حفر البئر الرابعة والخامسة ولكنهما كانتا جافتين من النفط، وحينما تم حفر البئر السادسة أنتجت كمية قليلة من الزيت المختلط بالماء، ورغم تراجع النتائج الأولية عقب بعض عمليات الحفر، كان ماكي ستاينكي رئيس فريق التنقيب، و«بن رمثان» على أمل بأن هدف التنقيب سيتحقق.

وبعد خمس سنوات من البحث كان المنقبون على موعد مع اكتشاف كبير يوم الرابع من مارس عام 1938 م تم اكتشاف النفط في بئر الدمام السابعة بكميات تجارية كبيرة وعلى عمق غير مسبوق بلغ 1500 متر فقط، وكان ذلك بداية قوية لاكتشاف النفط في أراضي المملكة، وتوالت اكتشافات الآبار النفطية بعد ذلك، وفي أول مايو من عام 1939م بدأ أول اتصال تجاري بين المملكة والدول المستوردة بشحن أول ناقلة من النفط تحمل 10 آلاف طن من مرفأ «رأس تنورة» وذلك بحضور الملك عبد العزيز، وسارعت اليابان وألمانيا إلى افتتاح بعثات دبلوماسية لها في المملكة، وزادت محاولات حصولها على امتيازات نفطية.

وشهد عام 1940 م، اكتشاف حقل أبو حدرية النفطي على عمق 3084 مترا، وتم الانتاج بمعدل 9720 برميلا يوميا، وفي يناير من عام 1940م بدأ التكرير في رأس تنورة بمعدل 3000 برميل يوميا، وتوقف التكرير في شهر يونيو من ذات العام، وفي عام 1943م تقرر توسيع قدرات المعمل لتكرير 50 ألف برميل يوميا، وفي يناير عام 1944م، تم تغيير اسم شركة «كاسوك» إلى شركة أرامكو .

مرر للأسفل للمزيد