اعتمدت الدولة السعودية الأولى على استخدام عملات متعددة من أجل تيسير التعامل بين التجار، ومن أشهرها الأحمر والمشخص، وهما عملتان ذهبيتان سائدتان في ذلك الحين، وكذلك استُخدم الريال، وهو ريال ماريا تريزا، وهو عبارة عن قطعة نقدية من الفضة ضربت في النمسا في عهد الإمبراطورة ماريا تريزا في منتصف القرن ١٢هـ /١٨م ، ورغم أن هذه العملة سكت في النمسا لكن غلب عليها اسم الريال الفرانسي، كما كان التعامل التجاري يتم في أحيان عدة عبر المقايضة؛ وهي الوسيلة الأكثر شيوعا في التعامل التجاري.
وأوضحت أستاذة التاريخ السعودي بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة منال بنت عواد المريطب، لوكالة الأنباء السعودية «واس»، أن الوضع الاقتصادي كان في الجزيرة العربية قبل قيام الدولة السعودية الأولى تسوده الاضطرابات السياسية والصراعات والخلافات، التي حرمت المنطقة من الاستقرار لقرون من الزمن، لكن بعد قيام الدولة السعودية الأولى ازدهرت الأوضاع الاقتصادية، وامتازت مصادر الدخل بالتنوع والوفرة؛ لاتساع مساحة الدولة التي شملت معظم مناطق الجزيرة العربية.
وقالت إن من موارد الدخل في تلك الفترة: النشاط التجاري، والزراعي، والرعي، وغيرها، وفاقت مصادر الدخل أوجه الإنفاق بدرجة كبيرة، إذ كانت أوجه الإنفاق بسيطة نظرًا للمتطلبات المتواضعة آنذاك، لذلك يمكن القول إن الدولة السعودية الأولى كانت غنية وذات دخل اقتصادي جيد، واستطاع قادتها وأهلها أن ينعموا بحياة الرخاء والاستقرار المتناسبة مع ظروفهم الاجتماعية في تلك الفترة.