يُرصَد بسماء الوطن العربي اليوم الثلاثاء، القمر البدر لشهر ذي القعدة, وسيزين السماء طوال الليل، ويُعد ثاني بدر عملاق لهذا العام، حيث سيبدو حجمه الظاهر أكبر وأكثر إشراقًا من المعتاد، وذلك قبل أسبوع فقط من الانقلاب الصيفي في النصف الشمالي للكرة الأرضية.
وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أنه بشكل عام يمكن القول بأن القمر بدر طوال الليل، ولكن علميًا تُطلَق تسمية القمر البدر عند اللحظة التي يكون فيها القمر بزاوية 180 درجة من الشمس، مشيرًا إلى أنه سيحدث ذلك عند الساعة 02:51 بعد الظهر بتوقيت مكة المكرمة، ويكون أكمل نصف مداره حول الأرض خلال هذا الشهر، وذلك قبل 11 ساعة و32 دقيقة من وصوله الحضيض، أقرب مسافة له من الأرض.
وقال: "بعد ذلك سيشرق البدر العملاق من الأفق الجنوب الشرقي بعد غروب الشمس, والمسار الذي سيسلكه في السماء سيحاكي المسار المنخفض للشمس بعد ستة أشهر من الآن, حيث سيكون في أقصى الجنوب، فهذا القمر يكتمل بدرًا بالقرب من الانقلاب الصيفي، لذلك سيتبع تقريبًا نفس مسار شمس ديسمبر عبر السماء، وسيلاحَظ بأن الحجم الظاهر للقمر كبير اثناء شروقه عندما يكون قريبًا من الأفق، ومن الممكن أن يكون لونه أحمر أو برتقاليًا، ولكن بعد ارتفاعه في السماء يعود حجمه الصغير، وهذا مجرد وهم بصري يحدث في منتصف كل شهر قمري".
ولفت إلى أن اللون الوردي أو البرتقالي الذي يمكن أن يظهر به القمر أثناء شروقه بسبب الغلاف الجوي لكوكبنا، حيث تعمل مكوناته على بعثرة الضوء الأبيض المنعكس من القمر، بحيث تتشتت ألوان الطيف الأزرق ذات الطول الموجي القصير وتبقى ألوان الطيف الأحمر ذات الطول الموجي الطويل التي تصل إلى الأعين، وهو نفس السبب الذي يجعل الشمس الغاربة تُرى بلون ضارب للحمرة، في حين أن هذا البدر العملاق سيكون أكثر إشراقًا بنسبة 16٪، وحجمه الظاهري أكبر بنسبة 6٪ عن المتوسط، لذلك لن يلاحَظ فرق في حجمه الظاهر مقارنةً بأقمار البدر المعتادة.
يُذكر أنه خلال الليالي المقبلة سيشرق القمر متأخرًا بحوالي ساعة كل يوم، وبعد بضعة أيام سيكون مشاهدًا فقط في سماء الفجر والصباح الباكر، وفي ذلك الوقت يصل مرحلة التربيع الأخير بعد أسبوع من طور البدر المكتمل.