علاقات تاريخية بين السعودية والكويت 
المحليات

المملكة والكويت.. علاقات تاريخية وتطابق في الرؤى والمواقف

فريق التحرير

تحتفي دولة الكويت، غداً السبت (25 فبراير 2023م)، بالذكرى الـ62 لاستقلالها، والذكرى الـ32 على التحرير، وتشارك المملكة شقيقتها الكويت، حكومةً وشعبًا، احتفالاتها بمناسبة اليوم الوطني، حيث تجمعهما علاقات إستراتيجية ومتينة من الأخوة وتطابق الرؤى والمواقف والتوجهات والمصالح القوية التي تمتد إلى عدة قرون.

وتمتاز العلاقات السعودية الكويتية التي تعود إلى أكثر من 130 عاماً بخصوصية تمكنت من إحداث نقلة نوعية في مسيرتها، شملت التعاون في جميع المجالات، الأمر الذي كان من ثماره قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي حقق للخليجيين على مدار مسيرته الكثير من الإنجازات.

ويعود عمق العلاقة بين البلدين إلى عام 1891م، حينما حلّ الإمام عبدالرحمن الفيصل آل سعود، ونجله الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمهما الله- ضيوفًا على الكويت، قُبيل استعادة الملك عبدالعزيز الرياض عام 1902م، متجاوزة في مفاهيمها أبعاد العلاقات الدوليّة بين جارتين جمعتهما جغرافية المكان إلى مفهوم الأخوة، وأواصر القربى، والمصير المشترك تجاه أي قضايا تعتري البلدين الشقيقين والمنطقة الخليجية على وجه العموم.

وشكلت العلاقات القوية التي جمعت الإمام عبدالرحمن الفيصل، بأخيه الشيخ مبارك صباح الصباح الملقب بمبارك الكبير، قوة ومتانة العلاقات السعودية الكويتية، خاصة بعد أن تم توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز آل سعود، الذي واصل نهج والده في تعزيز علاقات الأخوة مع الكويت.

وفي الوقت الذي كان يؤسس فيه الملك عبدالعزيز آل سعود قيام الدولة السعودية في ظل الظروف الصعبة التي كان يمر بها في ذلك الوقت، حرص - رحمه الله - على توثيق عُرى الأخوة ووشائج المودة مع دول الخليج العربي، ومنها دولة الكويت التي تعد من أوائل الدول التي زارها الملك عبدالعزيز،  حيث زارها خلال الأعوام 1910م، 1915م، و1936م.

كما وقع الملك عبدالعزيز -رحمه الله- عددًا من الاتفاقيات الدولية، ومنها ما تم مع حكومة الكويت في الثاني من شهر ديسمبر 1922م، وهي اتفاقية العقير لترسيم الحدود بين المملكة والكويت، وإقامة منطقة محايدة بين البلدين، وذلك بدعم من الملك عبدالعزيز آل سعود، والشيخ أحمد الجابر الصباح، رحمهما الله.

وفي 20 أبريل 1942م  جرى التوقيع على اتفاقية تهدف لتنظيم العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية بين البلدين، كان من أهم ما تضمنته جانب الصداقة وحسن الجوار والأمور التجارية، إضافة إلى ما يهتم بالأمور الأمنية مثل تسليم المجرمين.

ودعمت المملكة استقلال الكويت في يونيو 1961، حيث سارع الملك سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله- إلى إقامة أول تمثيل دبلوماسي تعزيزاً لاستقلالها، وكان سفير المملكة لدى الكويت أول من قدم أوراق اعتماده من السفراء في دولة الكويت، كما أسهمت المملكة  في دعم انضمام الكويت لجامعة الدول العربية.

كما قاد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وأخوه الشيخ جابر الأحمد -رحمهما الله– الجهود الدبلوماسية التي أدت إلى كسب التأييد الدولي لتحرير الكويت، في بداية تسعينيات القرن الماضي، انطلاقاً من الأخوَّة التاريخية للعائلتين الكريمتين والشعبين الشقيقين.

وفي العصر الراهن، وثق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، روح التعاون بشكل أكبر مع الأشقاء في الكويت، حينما وافق مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة برئاسته في ذي القعدة 1439هـ على محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي الكويتي، ثم جرى التوقيع على المحضر بعد 24 ساعة من الموافقة عليه في اجتماع جرى في الكويت، بغية دعم العمل الثنائي المكثف بين البلدين، وتعزيز العمل الجماعي المشترك.

وجدد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تقوية هذه العلاقات، بزيارته في الثالث من سبتمبر 2018م لدولة الكويت لترسيخ عمق العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين الشقيقين، تلاها زيارته في ديسمبر 2021م صدر عنها بيان مشترك يوطد أوجه التعاون المتبادل في مجال تشجيع الاستثمار المباشر في كلا البلدين تفعيلاً لمذكرة التفاهم الموقعة بينهما.

وتسهم العلاقة الأخوية التي تجمع بين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وأخيه الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولي عهد دولة الكويت، في ترسيخ العلاقات السعودية الكويتية التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، كما تساعد في حل القضايا ذات الاهتمام المشترك في المنطقة.

ونتيجة للجهود الكبيرة والدور التاريخي لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وقعت المملكة مع الكويت في 24 ديسمبر 2019م، اتفاقية ملحقة باتفاقيتي تقسيم المنطقة المقسومة والمنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة بين البلدين، ومذكرة تفاهم تتعلق بإجراءات استئناف الإنتاج النفطي في الجانبين.

مرر للأسفل للمزيد