بدأت الفرق الميدانية من المركز الوطني للرقابة والالتزام البيئي والبلدية بمحافظة صبيا بمنطقة جازان، في اتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة التلوث البيئي الذي شهدته روافد مجرى وادي نخلان، وذلك في تفاعل سريع مع ما نشرته «عاجل» مطلع الأسبوع الجاري 20 أغسطس 2022م تحت عنوان «سكان صبيا يشكون سكب الزيوت ورمي المخلفات بروافد وادي نخلان .. ووكيل المحافظة : سنتابع الأمر».
وانتقلت الفرق الميدانية، بإشراف وكيل محافظة صبيا إبراهيم العتودي، ورئيس مركز الكدمي إبراهيم بن عثمان شبيلي، مساء أمس الأحد، إلى المواقع المتضررة من كميات الزيوت المسكوبة في مجرى روافد وادي نخلان، وتمت الاستعانة بالمعدات الثقيلة التي وفرتها بلدية محافظة صبيا وقامت بعمليات مسح لمسطحات الزيوت المسكوبة وجرفها بالشيولات في مواقع مخصصة تمهيدًا لإزالتها نهائيًا في وقت لاحق، بعد امتصاص الأتربة لها وليسهل نقلها إلى أماكن مخصصة وبعيدة عن مجرى الوادي والقرى السكنية.
وبذلت الفرق الميدانية المختصة من المركز الوطني للرقابة والالتزام البيئي والبلدية، جهودًا كبيرة لإنهاء مشكلة التلوث في مواقع مختلفة من روافد وادي نخلان وإنقاذ سكان قرى الحسينية والوحاشية من المخاطر البيئية والصحية التي قد تنقلها إليهم المياه الملوثة بالزيوت المحروقة وبقايا مخلفات البناء أثناء جريان سيول المصاحبة لهطول الأمطار.
وحرصت الفرق الميدانية على مسح كامل للمواقع المتضررة وتنظيف روافد الوادي كليا من كل كميات الزيوت المحروقة ومخلفات البناء، وذلك بمتابعة مباشرة من وكيل محافظة صبيا والذي بدوره قدم شكره وتقديره للجهات ذات العلاقة المشاركة في معالجة أوضاع روافد وادي نخلان، وسرعة تنفيذ مهام أعمال شاملة لمخلفات الزيوت ومواد البناء وتهيئة المواقع المتضررة كما ينبغي أن تكون عليه.
وتم تكليف المركز الوطني للرقابة والالتزام البيئي بمنطقة جازان، بتكثيف الجولات الرقابية الميدانية لرصد أي مخالفات قد يتعمد ارتكابها مخالفون بحق الأودية وروافدها ومحاسبتهم وفق الأنظمة وذلك من أجل المحافظة عليها وعلى مكوناتها الطبيعية.
وكانت «عاجل»، نشرت يوم السبت الماضي، تفاصيل التعديات على روافد وادي نخلان بمحافظة صبيا؛
حيث شكا عدد من سكان القرى القريبة من جبل عكوة الشمالية بمحافظة صبيا بجازان من ظاهرة إلقاء مخلفات البناء وسكب الزيوت المحروقة بكميات كبيرة داخل ممرات مياه السيول لروافد وادي نخلان والواقعة شمال صناعية صبيا.
وتسبب رمي المخلفات بهذه الطريقة في تلوث مياه الشعاب المغذية للوادي والتي تمر بعضها بمحاذاة منازل مواطنين من سكان قرى الحسينية والوحاشية التابعة لمحافظة صبيا.
وأكد السكان المتضررون لـ«عاجل»، أنهم تفاجئوا بكتل متنوعة من مخلفات البناء تم رميها بصورة عشوائية داخل روافد مياه السيول التي تغذي وادي نخلان ووجود كميات كبيرة من زيوت السيارات والناقلات مسكوبة بعدة مواقع من روافد الوادي مما أدى إلى اختلاطها بمياه الأمطار والسيول وتشكل خطرًا بيئيًّا وصحيًّا عليهم وعلى أبنائهم دون تدخل من أي جهة مختصة رغم البلاغات المرفوعة من بعض سكان القرى المتضررة.
وأوضحوا أنها تعد من المخالفات الصريحة التي يشدد عليها الأمن البيئي ويعرض مرتكبيها إلى العقوبات ودفع الغرامات المالية، متسائلين في الوقت ذاته عن دور الجهات المختصة والمعنية من التعدي على روافد وادي نخلان بهذه الصورة الخطرة والمتمثلة بسكب الزيوت المحروقة بممرات السيول واختلاطها بمياه الأمطار وتعمد المخالفين إلى هذا العمل الشنيع، ضاربين بالأنظمة عرض الحائط.
وأشاروا إلى أهمية مسارعة الجهات المختصة إلى التدخل عاجلًا ودون تأخير لمعاينة الوضع ميدانيًّا ورصد المخالفات لمعالجتها وإزالتها حتى لا تتفاقم ويصل الحال بسكان القرى المجاورة إلى مخاطر بيئية هم في غنى عنها.
كما طالبوا بالتحرك لكشف هوية المخالفين ومحاسبتهم وتطبيق الأنظمة الصارمة بحقهم وتكثيف الجولات الرقابية على امتداد مجرى الأودية والشعاب وإنقاذها من عبث العابثين والمعتدين على مكوناتها الطبيعية.
من جهتها، تواصلت «عاجل» مع وكيل محافظة صبيا إبراهيم العتودي واستفسرت منه عن الإجراءات التي قامت أو ستقوم بها المحافظة للتصدي لهذه الظاهرة، فأجاب في تصريح له: سيتم تمرير ذلك إلى الجهات المختصة لاتخاذ اللازم.