المحليات

أسرة خاشقجي.. عائلة تتمسك بالعدالة.. وتثق في سلامة الإجراءات القضائية السعودية

تتبنَّى خطابًا إعلاميًا وسياسيًا «يقطع الألسنة المتطاولة» على المملكة

فريق التحرير

منذ الثاني من أكتوبر عام 2018، وحتى الآن لم تتوقف محاولات قوى وأجهزة استخبارات- إقليمية ودولية- معادية للمملكة توظيف قضية الراحل جمال خاشقجي، سياسيًا، ليس حرصًا على تطبيق العدالة، لكن للنيل من المملكة وزعزعة استقرارها، غير أن هذه المحاولات تحطمت على صخرة الصمود الأسري للكاتب والإعلامي الراحل؛ حيث تصدت الأسرة لكل المحاولات، متمسكة بالعدالة فقط.

وأمام التفاصيل التى يجرى ترويجها، وتختلط فيها المزاعم بالنميمة السياسية حول قضية الراحل، جمال خاشقجى، عبر جهات قطرية، تركية، إخوانية، تدّعي قربها أو صداقتها أو معرفتها بعائلته، سبق أن حذرت أسرته من «المصادر المزعومة»، ونبهت إلى «محاولات لا أخلاقية، وكيدية، ومثيرة للفرقة...»، يتواصل تسويقها.

وجدَّدت المملكة العربية السعودية، رسميًا، حرصها على تحقيق العدالة فيما يتعلق بقضية المواطن جمال خاشقجي، وشدَّد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، على أنَّ «أي شخص تثبت إدانته في القضية سينال جزاءه دون استثناء، وأيًّا كانت وظيفته».

وجاء التعهد الرسمي من ولى العهد في ذكرى مرور عام على وفاة الكاتب والإعلامي جمال خاشقجي، في الثاني من أكتوبر عام 2018، وسط تأكيدات- تدلل على عليها الخطوات التي اتخذتها الحكومة السعودية حتى الآن- بمنع تكرار الجريمة، وقد بدأت هذه الخطوات بإصلاحات فورية في المؤسسات الأمنية والاستخبارية.

وشدَّد ولي العهد، في حوار مع قناة «cbsnews»، أن «ألمًا كبيرًا أصاب السعوديين، خاصة الحكومة»، وقال: «دورنا هو العمل ليل نهار على تخطِّي ذلك وضمان مستقبل أفضل بكثير من أي شيء حدث بالماضي»، مفسرًا عدم علمه بالجريمة، كون «هناك ثلاثة ملايين من الموظفين الحكوميين في السعودية، ومعرفة ما يقومون به يوميًا أمر مستحيل».

وشددت الأسرة، في آخر بيان رسمي صادر عنها، إلى أن «إجراءات المحاكمة لاتزال سارية، وأنه لم يسبق أن ناقشنا، لا سابقًا، ولا حاليًا، أي أنواع من التسوية المزعومة، وأن كل من ارتكب هذه الجريمة أو ساهم أو اشترك أو كانت له علاقة بها سينال العقوبة...».

وطالبت الأسرة «كل شريف ممن لديه ما يفيد من معلومة، أو دليل يخص القضية أن يتقدم به، لتحقيق العدالة باعتبارها عملًا مقدسًا وشريفًا، لا يقابل إلا بكل احترام وتقدير»، وجددت الأسرة التأكيد بأن «خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، يرعيان كل الشعب السعودي، الذي نحن منه».

وأضافت: «أفعال الحكمة والكرم نابعة من سمو الأخلاق والإنسانية، وليست جبرًا لخطأ أو ذنب، وبالمقابل تربينا على شكر الجميل وعدم نكرانه...»، وعبرت عن تفهمها للرغبة في معرفة أحداث القضية، وأنها ستقوم بعرض آخر التطورات «متى سُمح بذلك قانونًا»، ونبهت إلى «عدم الاعتماد على مصادر تدعي قربها أو صداقتها أو معرفتها بالعائلة، وأن «محامي الأسرة المستشار، معتصم خاشقجي، هو المعني فقط بملف القضية».

وتُفْحِم هذه الخطوة التى توثّق صراحة موقف أسرة جمال خاشقجي- سواء أبناؤه وبناته أو باقي العائلة- الخلايا الإعلامية القطرية التركية الإخوانية، التي لم تكفِ عن تحويل القضية إلى «قميص عثمان»، والسعي لتحويله إلى فتنة داخلية في المملكة، وتوظيفه في تشويه صورة السعودية، عبر تسريبات ومزاعم تتوافق مع توجهات النظامين القطري والتركي المنبوذين، الذين يحاولان العودة مجددا إلى بؤرة الاهتمام. 

ولم يكن البيان المذكور هو الموقف الوطني الوحيد لأسرة «خاشقجي»، في الرد على الخزعبلات التى تروّجها وسائل إعلام معادية للمملكة، حيث ظهر نجلا جمال خاشقجي- صلاح، عبدالله- على شاشة محطة «سي إن إن»، الأمريكية، وأوضحا بكل ثقة أنَّ «الإجراءات التي اتخذتها القيادة السعودية من شأنها إعادة الحق لصاحبه».

واعتبر مراقبون، حينها، أنَّ الخطاب الإعلامي والسياسي لأسرة خاشقجي «وقفة حاسمة لقطع الألسنة المتطاولة»، وسط تأكيدات من نجلي الإعلامي الراحل بأن «عائلة خاشقجي سعودية، وطنية، تثق في قيادتها...».

الشابان السعوديان (صلاح، عبدالله، اللذين بدا عليهما الحزن الشديد خلال حوارهما مع سي إن إن)، تحدثا بكل صدق عما يعانياه بعد وفاة الوالد، وأكدا أن «القيادة والشعب السعودي يقفون مع الأسرة في مصابها...»، وقالا: إنهما «يرفضان المزايدة السياسية في القضية»، وعبرا عن ثقتهما الكاملة في «مصداقية التحقيقات التي أمر بها الملك سلمان، ومعاقبة المتورطين في الحادثة، وأنهما يؤمنان بذلك، وأن هذا سيحدث، وإلا لما كانت الحكومة السعودية بدأت تحقيقًا داخليًا».

وأضاف صلاح أنَّ «هناك مَن يبني على تحليلات تأخذنا بعيدًا عن الحقيقة ويطرحون مطالب لا نتفق معها...»، ودحض كل ما أثارته وسائل إعلام في إطار الحملة المسعورة على السعودية حول صورة مصافحة والده لولي العهد قبل مغادرته المملكة، مؤكدًا أنه «لم يكن هناك شيء، المملكة تحاول الوصول إلى أكبر قدر من المعلومات، والادعاءات لا أساس لها من الصحة».

وضمن خطوات التضامن من أعلى المستويات في المملكة، استقبل الملك سلمان بن عبدالعزيز، في قصر اليمامة بالرياض صلاح نجل جمال خاشقجي، وسهل أحمد خاشقجي، بحضور الأمير محمد بن سلمان، لتعزيتهما ومواساتهما، فيما عبر صلاح وسهل خاشقجي، عن عظيم شكرهما لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد على مواساتهما لهم في وفاة الفقيد.

وسبق لقاء قصر اليمامة، بيومين، تلقي صلاح خاشقجي اتصالًا من الملك سلمان، أعرب خلاله عن بالغ تعازيه ومواساته لأسرة وذوي الفقيد جمال خاشقجي، وأكّد صلاح خاشقجي عظيم شكره لخادم الحرمين الشريفين على مواساته لهم في الفقيد.

أيضًا، أجرى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، اتصالًا هاتفيًا بصلاح جمال خاشقجي، عبَّر فيه عن عزائه ومواساته للأسرة، وأعرب صلاح خاشقجي عن جزيل شكره لولي العهد على تعزيته ومواساته لهم في الفقيد.

مرر للأسفل للمزيد