أدت جموع غفيرة من المصلين والمعتمرين من داخل المملكة وخارجها، مساء اليوم، في جنبات وأدوار وأروقة المسجد الحرام وساحاته وسطوحه وبدرومه صلاة العشاء والتراويح وحضور ختم القرآن بالمسجد الحرام في هذه الليلة المباركة من الليالي التي يتحرى فيها ليلة القدر، في أجواء روحانية تحفها السكينة والاطمئنان؛ حيث بدأت وفود الرحمن تتوافد إلى مكة المكرمة منذ الصباح الباكر.
وأم المصلين في المسجد الحرام إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن السديس الذي دعا للمسلمين في هذا الليلة المباركة بالمغفرة والعتق من النار وأن يحفظ بلادنا من كل سوء وبلاد المسلمين وأن يحفظ علينا قادتنا وأن يجعل بلادنا آمنة مستقرة وبلاد المسلمين.
وتمكن قاصدو بيت الله الحرام من أداء مناسكهم وعباداتهم بكل يسر وأمان وراحة واطمئنان وفي أجواء روحانية، وذلك بفضل الله أولًا ثم بفضل ما وفرته المملكة من خدمات، وما نفذته من مشروعات بإشراف ومتابعه القيادة الرشيدة، حفظها الله.
وجندت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي كامل طاقاتها وإمكاناتها لاستقبال المعتمرين والمصلين ليلة ختم القرآن (29) من رمضان، وذلك من خلال منظومة عمل متكاملة؛ حيث وفرت (400) موظف لاستقبال القاصدين من مصلين ومعتمرين، وتوجيههم إلى صحن المطاف، والمصليات المخصصة، إلى جانب تنظيم دخول مسارات ذوي الاحتياجات الخاصة لهم.
كما عملت الرئاسة على تكثيف عمليات التطهير والتعقيم والتشغيل وعمليات التنقل والعربات داخل المسجد الحرام، وفتح أبواب المسجد الحرام وتوزيع عبوات ماء زمزم المبارك على المصليات وفي صحن المطاف والساحات وعلى الزوار بشكل عام، وغيرها من الخدمات التي تشرف عليها الرئاسة، وكذلك تعزيز جانب التوعية والنصح في توجيه الزائرين.
وخصصت الرئاسة لأعمال التطهير والتعطير عدة فرق تم توزيعها في جميع جنبات المسجد الحرام ومرافقه؛ بحيث تم غسيل المسجد الحرام (15) غسلة، قام بها أكثر من (4000) عامل وعاملة، وعمليات التطهير بأجود أنواع المواد المطهرة التي جُلبت خصيصًا للمسجد الحرام، كما قامت الرئاسة بفرش (30) ألف سجادة بالمسجد الحرام موزعة على جميع جنبات المسجد الحرام.
وكثَّفت خدمات السقيا للزوار والمصلين؛ حيث وزع أكثر من (700) ألف من عبوات ماء زمزم المبارك وتوفير عدد من الحافظات والتي تقدر بقيمة (٢٥٠٠٠)، و عدد الحقائب الخاصة لحمل عبوات ماء زمزم (٢٥٠) حقيبة، وتخصيص عدد من العربات الذكية بلغ (٨٠) عربة سعة (80) لترًا، وفي مجال العربات رفعت الرئاسة كامل جاهزيتها لخدمة زوار البيت العتيق بتجهيز أكثر من(٥٠٠٠) عربة عادية وقرابة (٣٠٠٠) عربة كهربائية لمحتاجيها من المعتمرين وقاصدي المسجد الحرام، كما جنَّدت الرئاسة (٦٠٠) مراقب على أبواب المسجد الحرام المخصصة لاستقبال القاصدين وتوجيههم إلى الأماكن المخصصة لهم، وتنظيم عملية دخول وخروج المصلين وإرشاد المصلين إلى أماكن المصليات ومساندة رجال الأمن في تحويل وتوجيه المصلين عند امتلاء المصليات؛ حيث فُتح أكثر من (١٥٠) بابًا.
كما قامت أمانة العاصمة المقدسة بأعمال النظافة والإصحاح البيئي ومراقبة الأسواق ونقل النفايات من المنطقة المركزية أولًا بأول، وكثفت الشؤون الصحية بمنطقة مكة خدماتها المتكاملة من خلال المراكز الطبية المنتشرة داخل المسجد الحرام وساحاته؛ لتقديم الخدمات العلاجية لقاصدي المسجد الحرام.
وقد اتسمت الحركة المرورية بالمرونة والانسيابية رغم الكثافة الكبيرة في أعداد السيارات التي دخلت مكة المكرمة في هذا اليوم، وذلك بفضل الله أولًا ثم بفضل الجهود التي بذلها رجال المرور من ضباط وأفراد، الذين انتشروا منذ الصباح الباكر في جميع الميادين والطرق والشوارع وأحياء مكة المكرمة لتنظيم الحركة المرورية ومتابعتها ومعالجة أي اختناقات مرورية قد تحدث، وتوجيه المعتمرين إلى المواقف المخصصة لسياراتهم بمداخل مكة المكرمة وإلى المواقف الاحتياطية التي تم استخدامها في هذه الليلة.
وقد أبدى عدد من ضيوف بيت الله الحرام من المصلين والمعتمرين عن ارتياحهم وسعادتهم بما وفرته المملكة لهم من خدمات وما بذلته من جهود في سبيل أدائهم مناسكهم بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان، مؤكدين أن ما وفرته المملكة من خدمات وما نفذته من مشروعات لخدمة وفود بيت الله الحرام يفوق الوصف ويجسد اهتمام القيادة الرشيدة، حفظها الله، بالحرمين الشريفين، وحرصها على توفير وتحقيق كل ما يمكن وفود الرحمن من أداء عباداتهم في جو تسوده الراحة والطمأنينة.