المحليات

محللان سياسيان: زيارة بايدن للمملكة تعكس ثقلها الإقليمي

شوق العجمي

أكد محللون سياسيون، أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، للمملكة، تأتي للإجابة عن الكثير من الأسئلة التي تشغل الرأي العام العالمي، حول منطقة الشرق الأوسط، كما أنها تعكس أهمية المملكة كونها قوة إقليمية لها ثقل كبير بالمنطقة.

في البداية صرح الدكتور علي الخشيبان الكاتب والمحلل السياسي، بأن زيارة الرئيس الأمريكي إلى المنطقة محملة بالكثير من الأسئلة التي شغلت تفكير الصحافة الأمريكية والحقيقة أن المنطقة بحاجة إلى أن تستمع إلى إجابات دقيقة حول أسئلتها أيضًا، في حين أن أمريكا بحاجة ماسة إلى أن تتخلص من تلك اللوحة التي تم تصميمها على صفحات الإعلام الأمريكي حول المنطقة، فإذا كان سيد البيت الأبيض يفكّر فعليًا في تحقيق إنجازات استراتيجية، فعليه الاستماع والاستجابة.

تصورات لمستقبل الشرق الأوسط

وأوضح الخشيبان لـ«عاجل»، أن السياسة الأمريكية وعبر التاريخ لديها القدرة على بناء تصورات المستقبل وفق مصالحها الاستراتيجية، فما بالك أن تكون هذه المصالح في واحدة من أهم مناطق العالم؟

وذكر الخشيبان أن جميع رغبات البشر والدول لا يمكن لها أن تتوقف عند حد معين، وهنا تجدر الإشارة إلى أن السياسة الأمريكية، ومعها الخليجية، وفي ظل هذه الظروف الدولية، تتولّد لديها رغبات كبرى متجددة تتجاوز الماضي والحاضر نحو المستقبل، وهذا ما هو متوقّع سماعه من الرئيس الأمريكي عندما يزور المنطقة ليعقد قمة خليجية أمريكية استثنائية بكل مقاييس التوقيت والحدث والأهمية.

وأضاف: إذا نظرنا إلى العلاقات السعودية الأمريكية نجد أنها ذات عمق استراتيجي، ولهذا التاريخ الطويل بين البلدين متطلبات يصعب تجاوزها مهما كانت نقاط الاختلاف حول بعض السياسات، وهذا ما تفرضه بقوة مكانة المملكة العربية السعودية عربيًا وإسلاميًا ودوليًا وإيمان البيت الأبيض أن الدور السعودي مهم فيما يخص المنطقة وقضاياها.

السلام في فضاء المنطقة

واختتم الخشيبان حديثة بأن لقاء الرئيس بايدن بقادة المنطقة يشير بوضوح إلى الأهمية التي تسعى أمريكا إلى إيقاظها في المنطقة التي أصبحت منعطفًا يريد الجميع العبور من خلاله، لذلك اختارت أمريكا أن ترعى هذا الاجتماع، خاصة أن منطقة الخليج ومحيطها العربي تتطلع إلى الاستماع للفكرة الأمريكية الخاصة برؤيتها للمنطقة في ظل أزمات كبرى يمر بها العلم ما يعني ضرورة البحث في قضايا الأمن والسلام بشكل دقيق، وأوضح لبعث الأطمئنان في فضاء المنطقة.

أزمات المنطقة

فيما صرح الأستاذ عبدالله عسيري، الكاتب والمحلل السياسي، لـ«عاجل»، بأن توقيت زيارة فخامة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة العربية السعودية ولقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، تكتسب أهمية بالغة كونها تتم والعالم يموج في عدة مشكلات اقتصادية وأمنية بعد أن اطلت الأزمة الأوكرانية الروسية ووقف امدادات الطاقة الروسية لدول الغرب قبل التعافي من تداعيات جائحة كورونا ما يهدد دول العالم بأزمات اقتصادية وغذائية قد تؤول إلى مجاعة.

تباين الرؤى

وأكد العسيري أن الزيارة تأتي أيضًا، وهناك تباين في الرؤى بين البلدين في كثير من القضايا، وأبرزها القضية الفلسطينية وحرص المملكة في تسريع إحلال السلام الدائم القائم على مبدأ الدولتين والملف النووي الإيراني، والذي يشكل تهديدًا للأمن القومي العربي ووقف تدريب وتسليح الميليشيات في عدة بلدان عربية، وأيضًا ملفات اليمن وسوريا وليبيا وإعادة الأمن إلى العراق، ومهما تكن تلك التباينات فإنه لا بد أن القيادة في المملكة ستطرح أو تقترح حلولًا جذرية وتطلب من الشريك العمل بجدية أكثر.

علاقات ممتدة

ولفت إلى أن البلدان بينها علاقات استراتيجية تمتد إلى ثمانية عقود وقد عبرت سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى واشنطن عن ذلك بقولها: أصبحنا روادًا ليس في الطاقة فقط، تحولاتنا واسعة في مجالات عدة، لدينا مستقبل باهر، ونريد أن تكون أمريكا جزءًا من هذا المستقبل، تمامًا كما كانت جزءًا من بناء بلادنا قبل 80 عامًا»، وهذا لا شك هو لسان حال كل سعودي.

واختتم حديثه، قائلًا: إنه بعيدًا عن العاطفة والكلام المرسل، فإن العالم مقبل على تحولات جوهرية ولا مكان فيه للضعفاء، وأعتقد أن منظومة العمل العربي والتي يمثلها قادة دول مجلس التعاون وملك الأردن ورئيس جمهورية مصر العربية ورئيس وزراء جمهورية العراق سيبلغون الرئيس الأمريكي، بأن الأمن القومي العربي وأمن الخليج وأمن إمدادات الطاقة خط أحمر وإن لم تقم أمريكا بدورها فإن البديل جاهز، وهذا ما يخشاه بايدن وعبّر عنه مرارًا في تصريحاته، فاستمرار ضبابية الموقف الأمريكي لم يعد مقبولًا عربيًا.

مرر للأسفل للمزيد