المحليات

المملكة تضع العالم أمام مسؤولياته بالأمم المتحدة: النظام الإيراني مارق وإرهابي

أوضح أن هجمات أرامكو اختبار حقيقي لإرادة المجتمع الدولي..

وكالة الأنباء السعودية ( واس )

أكدت المملكة العربية السعودية أن الأعمال العدائية والهجمات الأخيرة فضحت طبيعة النظام الإيراني للعالم أجمع، مبينةً أن العالم أمام نظام مارق وإرهابي، يستمر في تهديد الأمن والسلم الدوليين، وأمن الطاقة والاقتصاد العالمي، وأوضحت أن الهجمات الأخيرة على أرامكو تعتبر اختبارًا حقيقيًّا لإرادة المجتمع الدولي في التعامل مع هذا النظام الإرهابي.

جاء ذلك في كلمة المملكة العربية السعودية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الرابعة والسبعين في نيويورك، التي ألقاها مساء أمس الخميس، وزير الخارجية إبراهيم بن عبدالعزيز العساف.

وقدَّم العساف في بداية الكلمة التهنئة لمعالي البروفسور تيجاني محمد باندي لانتخابه رئيسًا للدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، مقدمًا شكر للسيدة ماريا فرناندا إسبينوزا جارسيس، على جهدها خلال رئاستها الدورة السابقة للجمعية العامة، ومشيدًا بالجهد المميـز للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس.

وقال: «كنت آمل أن أتحدث اليوم عن جهود بلادي المملكة العربية السعودية العضو المؤسس في الأمم المتحدة، في تحقيق مقاصد ميثاق الأمم المتحدة في الحفاظ على أمن وسلامة شعوب العالم، ودورها في تحقيق الرخاء والنمو والاستقرار في منطقتنا وجهودها الإنمائية والإنسانية المشهودة حول العالم».

وأضاف: «وددت أن أستعرض التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه عالمنا، من فقر وتفشٍّ للأوبئة، وتَغيُّر مناخي، ومخاطر انتشار أسلحة الدمار الشامل، وغيرها من التحديات التي تواجه هذا العالم، وموقف المملكة ورؤيتها ودورها تجاه هذه التحديات».

وأردف يقول: «كنت أرغب في التحدث عما تشهده بلادي من تقدم اقتصادي وإصلاحات في مختلف المجالات، ورؤية تعود بنا إلى ديننا الإسلامي الحنيف الذي ينبذ كل أشكال التطرف.. رؤية تصبو إلى تحقيق مجتمع متقدم ومبتكر في كافة المجالات، متصل ومتفاعل مع محيطه والعالم، لكن ما حدث في الرابع عشر من سبتمبر الجاري من عمل عدواني خطير، ينتهك مبادئ وميثاق هذه المنظمة، ويهدد أمن واستقرار ورخاء منطقتنا والعالم، يستلزم منا جميعًا موقفًا تاريخيًّا، وهو ما سأتحدث عنه في كلمتي أمامكم اليوم.

وحول الاعتداء على أرامكو، قال العساف: «إن الهجمات النكراء التي تعرضت لها المنشآت النفطية في المملكة باستخدام 25 صاروخًا مجنحًا، وطائرات بدون طيار، متسببة في انخفاض إنتاج النفط بنسبة تقارب 50% تعادل (7.5) مليون برميل تقريبًا، تشكل انتهاكًا صارخًا للقوانين والأعراف الدولية، واعتداءً على الأمن والسلم الدوليين، وتهديدًا كبيرًا لإمدادات النفط للأسواق العالمية.

وأوضح: «نعلم جيدًا مَن وراء هذا الهجوم، ودعونا خبراء من الأمم المتحدة وخبراء دوليين للتثبت من ذلك بأنفسهم. إن من يقف وراء هذا الهجوم هو من هاجم الناقلات التجارية في خليج عمان في شهري يونيو ويوليو الماضيين، وتبعه عملاؤُه بالهجوم على مطار أبها في شهر يوليو، وحقل شيبة النفطي في شهر أغسطس.. هو النظام الذي يستتر بشكل رخيص وجبان عبر تحميل الميليشيات التابعة له مسؤولية الهجمات على بقيق وخريص، وقبل ذلك على محطات ضخ النفط.. النظام الذي لا ينظر إلى دولنا وشعوبنا سوى أنها ساحات لتحقيق أجندته التدميرية».

وشدد على استمرار إرهاب هذا النظام، قائلًا: «إننا نعرف هذا النظام جيدًا منذ أربعين عامًا؛ فهو لا يعرف سوى التفجير والتدمير والاغتيال.. ليس في منطقتنا فحسب، بل في العالم أجمع. هذا النظام هو الذي قام منذ نشأته بأعمال إرهابية في المملكة العربية السعودية والبحرين والكويت ولبنان والدول الأوروبية، وفي مختلف أرجاء المعمورة.. هو النظام الذي اغتال عددًا من الدبلوماسيين السعوديين في تايلند عامي 1989 و1990، واغتال في عام 2011م دبلوماسيًّا سعوديًّا في مدينة كراتشي -يرحمهم الله- وفي العام نفسه حاول اغتيال سفير المملكة آنذاك في الولايات المتحدة الأمريكية.. هو النظام الذي اغتال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري في قلب بيروت عام 2005م. وهذا النهج مستمر -ويا للأسف- حتى يومنا هذا؛ فقد رأينا في الأعوام الأخيرة محاولات هذا النظام الإرهابية في الدنمارك وفرنسا، ونرى كل يوم نهجه الإرهابي في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وسائر دول المنطقة».

وأكد أن «هذه المنظمة والعالم بأسره، يقف اليوم أمام مسؤولية أخلاقية وتاريخية، للوقوف موقفًا موحدًا وصلبًا، يمارس فيه أقصى درجات الضغط بكافة أدواته؛ لإنهاء السلوك الإرهابي والعدواني للنظام الإيراني، وهو موقف لا يقبل بأنصاف الحلول، ولا الاتفاقات الجزئية المؤقتة، بل يهدف إلى تغيير طبيعة وسلوك هذا النظام المارق، وإلا ستترك منطقتنا والأمن والسلم الدوليين، واستقرار الاقتصاد العالمي، وأمن الطاقة لمصير مجهول».

وأشار الوزير العساف إلى ما أدت إليه سياسات الاسترضاء من قتل ودمار في القرن الماضي في العالم أجمع، ونتائج سياسات الاسترضاء عبر الاتفاقات الجزئية مع النظام الإيراني من استمرار وزيادة أنشطته العدوانية والإرهابية خلال الأعوام الأربعة الماضية، مؤكدًا أن هذا النظام لا يُواجَه إلا بموقف موحَّد وحازم، واستخدام الضغط المستمر بأقصى درجاته حتى ينهي سلوكه الإرهابي.

وبيَّن أن على الجميع التعامل مع هذا النظام وفق واقعه وطبيعته، لا وفق أوهام وافتراضات أثبتت الأحداث مرارًا عدم صحتها، لافتًا إلى أن الحقيقة هي أن هذا النظام الدموي يشكل تهديدًا لشعوب المنطقة، بل ويهدد أمن العالم أجمع، ويتوهم من يعتقد أن عقد الاتفاقات الجزئية برفع عقوبات أو العودة إلى اتفاق أثبت فشله سيولد الاعتدال لديه ويجنب العالم شروره.

وقال وزير الخارجية العساف: «من يُرِدْ دليلًا على فشل الاتفاق النووي فما عليه سوى أن ينظر إلى جرائم النظام الإيراني في سوريا التي أودت بحياة أكثر من نصف مليون سوري شارك النظام الإيراني في قتلهم مباشرة أو من خلال أدواته ودعمه ميليشيات ما يسمى حزب الله الإرهابي».

وأضاف قائلًا: «من يُرِدْ دليلًا يمكنه التمعن في حطام أكثر من (250) صاروخًا باليستيًّا أُطلقت على مواطنينا في المملكة، وأقرت هذه المنظمة بأن النظام الإيراني زوَّد ميليشياته في اليمن بها، في خرقٍ صارخٍ لقراري مجلس الأمن 2216 و2231».

وأردف يقول: «من يُرِدْ الدليل فعليه أن ينظر إلى الطرف الذي يعطِّل الحل السياسي في اليمن، وينتهك القرارات الدولية، ويستهدف المدنيين، ويهدد الملاحة البحرية في الممرات المائية الحيوية، ويمنع وصول المساعدات الإنسانية».

وأكد أن هذا النظام المارق قد استغل المردود المادي من الاتفاق النووي لتمويل نشاطاته العدائية والإرهابية، ولا بد للمجتمع الدولي اليوم أن يدرك أن تجفيف مصادر تمويل هذا النظام هو الوسيلة السلمية المُثلى لإجباره على التخلي عن ميليشياته وعن تطوير الصواريخ الباليستية وعن أعماله العدائية المزعزعة لاستقرار المنطقة والعالم أجمع.

وأوضح: «إننا أمام مسؤوليتنا التاريخية اليوم. ومصداقية هذه المنظمة والعالم أجمع على المحك؛ فعلى النظام الإيراني مواجهة أحد الخيارين: إما أن تصبح إيران دولة طبيعية تحترم القوانين والأعراف الدولية، وإما أن تواجه موقفًا دوليًّا موحدًا يستخدم كافة أدوات الضغط والردع».

ولفت وزير الخارجية الانتباه في ختام كلمته إلى أن «بلادي أرض الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين، لم تكن يومًا من دعاة الحرب، لكنها لن تتوانى في الدفاع عن مقدساتها وسيادتها».

مرر للأسفل للمزيد