أكَّد مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، اليوم الأربعاء، أنَّ الهجمات على ناقلات النفط الأربعة قبالة ساحل الفجيرة بالإمارات، منتصف الشهر الجاري، تمَّت باستخدام «ألغام بحرية» إيرانية.
وقال بولتون (على هامش زيارة حالية للإمارات): إنَّ «إيران تقف بشكل شبه مؤكد وراء الحادث»، مشيرًا (بحسب رويترز) إلى أنَّ واشنطن تحاول «التحلي بالحكمة في الردّ على ما حدث».
وكانت الإمارات قد أعلنت منتصف الشهر الجاري أنَّ أربع سفن شحن تجارية مدنية من عدة جنسيات، تعرضت لعمليات تخريبية بالقرب من المياه الإقليمية للدولة.
وأوضحت أنَّ الجهات المعنية اتخذت كلَّ الإجراءات اللازمة، وجارٍ التحقيق في ظروف الحادث بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية، قبل إعلان النتائج حين الانتهاء من الإجراءات.
وأوضحت المعلومات أنَّ السفن الأربع التى تمَّ استهدافها هي: «المرزوقة» و«أمجد» السعوديتان، والسفينة «ميشيل» الإماراتية، والسفينة «أندريا فيكتوري» النرويجية.
وأعلن مسؤول أمريكي مطلع، في وقت سابق، أنَّ وكالات الأمن الوطني الأمريكية تعتقد الآن أن ميليشيات تابعة لإيران أو عناصر تعمل لحسابها ربما هاجمت ناقلات قرب دولة الإمارات.
ووصل جون بولتون، مساء أمس الثلاثاء، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة؛ وذلك لبحث قضايا الأمن في المنطقة بحسب التفاصيل المقتضبة التى تمَّ إعلانها حول الزيارة.
وفي بيانٍ لها أول أمس الاثنين، قالت السفارة الأمريكية في أبوظبي، إنه سيتم عقد جلسة حوارية مع بولتون خلال زيارته للعاصمة الإماراتية، دون تأكيد موعد زيارته.
وتتزامن زيارة بولتون للإمارات، مع التوترات الحالية مع إيران، وكذلك انعقاد ثلاث قمم في المملكة العربية السعودية، يومي الخميس والجمعة، تتضمن بنودها بحث أمن الخليج.
وتوترت العلاقات بين واشنطن وطهران منذ مطلع مايو الجاري، وسارعت أمريكا بإرسال حاملة الطائرات «إبراهم لينكولن»، ومجموعة قاذفات استراتيجية من طراز «بي 52».
وتحدثت معلومات عن اتجاه واشنطن إلى إرسال 1500 جندي إلى المنطقة، وذلك ردًّا على تهديدات إيرانية، وسط تأكيدات أمريكية باستمرار حملة الضغط القصوى على إيران.
وتستضيف السعودية، الخميس، قمتين (عربية وخليجية) طارئتين لبحث هذه التطورات، وكذلك قمة اعتيادية لمنظمة التعاون الإسلامي، الجمعة.
يأتي هذا في الوقت الذي عبرت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الثلاثاء، عن استعدادها للتفاوض مع إيران إذا أخذت الأخيرة شروطها الـ12 على محمل الجد.
وكان جون بولتون، قد شدَّد في وقت سابق، على أن «المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها الولايات المتحدة بشأن تهديد النظام الإيراني للسلم الدولي، عميقة وخطيرة».
وأشار بولتون إلى أنَّ الهجمات الأخيرة على ناقلات نفط في المياه الدولية بخليج عمان، وكذلك الهجوم على محطة ضخّ في السعودية من مظاهر القلق بشأن إيران وعملائها في المنطقة.
وكانت شبكة «سي. إن. إن» الأمريكية، قد نقلت عن مسؤول كبير على صلة مباشرة باقتراح نشر القوات، القول: إنَّ عملية النشر الجديدة تشمل بطاريات باتريوت الصاروخية.
كما تشمل التحركات الأمريكية نشر طائرات استطلاع، وقوات ضرورية لتوفير المزيد من الردع ضد ما يعتقد البنتاجون أنَّه تهديد إيراني متزايد ضد القوات الأمريكية في المنطقة.
وفي منتصف الشهر الجاري، قالت معلومات: إنَّ القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، باتريك شاناهان، «قدَّم خطة عسكرية مطورة إلى إدارة الرئيس دونالد ترامب».
وتشمل الخطة تصورات بإرسال مقاتلين أمريكيين إلى الشرق الأوسط، إذا هاجمت إيران قوات أمريكية أو سرعت العمل على إنتاج أسلحة نووية».
ويسعى ترامب إلى إجبار طهران على اتفاق أوسع للحدّ من الأسلحة، عبر إرسال المزيد من الأسلحة للخليج بينما تقول إيران: إنَّ الوجود العسكري الأمريكي بالخليج بأنَّه «هدف وليس تهديدًا».
وقد نوَّهت القوى الأوروبية، لا سيما بريطانيا وفرنسا وألمانيا، بأنها «ترفض أي إنذارات من طهران»، ردًا على المهلة (60 يومًا) التى حددها الرئيس الإيراني قبل الانسحاب الجزئي من الاتفاق.