في ظل الاهتمام الذي توليه الحكومة الرشيدة لخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، حظيت عمارة المسجد الحرام بالعناية وفق أفضل المعايير، والممارسات الممكنة في كل عصر بما يناسبه، وتجملت هذه العمارة بالنصوص القرآنية والزخارف الهندسية، مستمدة من عمق العمارة الإسلامية والتي انعكست على واجهات مباني المسجد الحرام في أسقفه، وحوائطه، وأعمدته، وتزينت في أبهى حلتها على كسوة الكعبة المشرفة وبابها الأخاذ في جماله.
ويعلو مبنى التوسعة السعودية الثالثة تقاسيم معمارية شاهقة قوامها، الأسقف العالية والشرفات المطلة والفراغات الرحبة عمادها الرخام الفاخر والمشربيات المذهبة، تحليها خطوط عربية من الثلث للنصوص القرآنية، والزخارف الهندسية، الأمر الذي يسهم في إضافة مزيد من البهاء والجمال الذي يكسو فراغ التوسعة وتتجانس ملامحه مع النمط العام لحلية المسجد الحرام، حيث جاءت الزخارف بترويقتها عملاً هندسياً ساد فيه مبدأ التجريد، وانتشر استعمال هذه الزخارف في تزيين الجدران والقباب والتحف المختلفة منها النحاسية والزجاجية والخزفية والرخامية، بالإضافة إلى أن الزخارف الهندسية استخدمت في أشكال متعددة في الفن والعمارة الإسلامية.
وأوضحت وكالة المشاريع والدراسات الهندسية بأن هذه الأعمال تأتي بمتابعة مستمرة من الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، تحقيقاً لتطلعات خادم الحرمين الشريفين في بذل كل ما من شأنه خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما.