المحليات

بعد 33 عامًا من صعوده للفضاء على متن ديسكفري.. سلطان بن سلمان يعود بـ"كوكب واحد"

عن أهمية غزو الفضاء ومعرفة علومه وأغواره

فهد المنجومي

تعلقت قلوب وآمال مئات الملايين من العرب والمسلمين عام 1985؛ لمشاركة الأمير سلطان بن سلمان في رحلة المكوك الفضائي "ديسكفري"، التي وضعت اسم المملكة كأول بلد عربي مسلم يشارك في صناعة التاريخ البشري الحديث، ضمن مجالات الفضاء والاتصالات.

وعن أهمية غزو الفضاء ومعرفة علومه وأغواره، وهذه المشاركة الرائدة للعرب والمسلمين، يقول أحد العلماء، حسب ما ورد في كتاب "كوكب واحد" لمؤلفه الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز: "إن من سيحكم الفضاء سيحكم الأرض مستقبلًا"، وهو ما دفع أمريكا والاتحاد السوفيتي في أواخر الستينيات للتنافس الشديد من أجل السيطرة على الحدود الفضائية.

وأشار، إلى أن أهمية غزو الفضاء لا تقتصر على تحقيق مكاسب علمية مجردة أو عسكرية، بل هناك مكاسب اقتصادية واجتماعية كبيرة لا تقف عند حدود معينة، فالبحث عن الثروات المعدنية والبترولية، وتحسين سبل الاتصالات، والملاحة، والزراعة، والصناعة، وتقنية المعلومات والحواسيب، والكيمياء، وعلوم الطب والأدوية، من أهم أهداف الرحلات الفضائية التي تعود على أصحابها بالنفع الكثير.

وصعد الرائد العربي الأمير سلطان بن سلمان؛ ليؤكد للعالم أن شباب الأمة العربية الإسلامية، قادرين على فهم لغة العلم مهما تعقدت، إذا ما أُتيحت لهم الفرصة المناسبة، مُشيرًا إلى أن أهم إنجاز تحقق من هذه الرحلة الفضائية، أنها أوجدت لأول مرة اهتمامًا في العالمين العربي والإسلامي بالعلوم العصرية بصفة عامة، والعلوم الفضائية بصفة خاصة.

وتابع: "ثمة إنجازات أخرى معنوية لهذه الرحلة التاريخية، ومنها أن اشتراك رائد عربي مسلم مع علماء آخرين في دول متقدمة، ولهم باع طويل في تقنيات عصر الفضاء، سيؤهل المملكة والبلدان العربية والإسلامية للوقوف على أبعاد هذه التقنيات التي لا تزال حكرًا على دول محدودة ومتقدمة، خاصة وأن هذه الرحلة كانت من "أنجح الرحلات المكوكية التي تحققت في تاريخ وكالة ناسا"، وفق تصريح جيسي مور مدير رحلات رواد الفضاء بوكالة ناسا.

كما أعطت هذه الرحلة صورة مشرفة عن المملكة ورائدها الفضائي الأول الأمير سلطان بن سلمان، لا سيما بعد المخاوف التي انتابت بعض الخبراء بشأن عملية وضع القمر في مداره.

حيث أرجع الدكتور علي المشاط، مدير المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية "عربسات"، هذه المخاوف إلى وجود مجموعة من الأجهزة الدقيقة (أجهزة الجيروسكوب) داخل القمر الصناعي والتي تُعنى بالحفاظ على مسار القمر ضمن مــداره الثابت؛ حيث واجهت هذه الأجهزة بعض المشاكل في القمر الصناعي العربي الأول الذي أطلقه الصاروخ الفرنسي أريــان في شهر فبراير 1985م.

مرر للأسفل للمزيد