كشفت وزارة البيئة والمياه والزراعة، جانبًا هامًا وراء ظهور فيروس «كورونا المستجد»، لافتة إلى أن فقدان «التنوّع الأحيائيّ» ساهم في انتشار الأمراض المُعدية، وانتقالها من الحيوان إلى الإنسان.
جاء ذلك في بيان للوزارة، لمناسبة احتفال المجتمع الدولي بـ«اليوم العالمي للبيئة»، تحت شعار «التنوع الأحيائيّ»، مشيرة إلى أن المملكة شاركت العالم الاحتفال بهذه المناسبة؛ عبر بثّ رسائل توعوية تسلّط الضوء على حجم الضرر والأثر السلبيّ على الأرض وسكانها؛ بسبب فقدان «التنوع الأحيائي».
وقالت الوزارة: «إن مشاركة المملكة لدول العالم في هذه المناسبة يأتي تعزيزًا لمفهوم الوعي بأهمية البيئة والمحافظة عليها واستدامتها، وأثرها المباشر على حياتهم»، معربةً عن تطلعها لمساهمة الجميع في ترسيخ قيم حماية البيئة والمحافظة عليها، وتجنُّب السلوك الضارِّ بها.
وأوضحت الوزارة، أن الاحتفال بيوم البيئة العالمي، الموافق الخامس من يونيو سنويًّا، يهدف إلى «رصد مختلف القضايا البيئية، والإنذار المبكر لضمان سلامة البيئة، وزيادة الوعي بالقضايا البيئية», مؤكدة أن «التنوع الأحيائي»، هو الأساس الذي يدعم جميع أشكال الحياة على الأرض وتحت سطح الماء.
ولفتت الوزارة، إلى أن «التنوع الأحيائي» يؤثر على كل جوانب صحة الإنسان، ويوفر الهواء النقي والمياه، والغذاء، فضلًا عن مقاومة الأمراض الطبيعية، والتخفيف من وطأة تغير المناخ، مؤكدة أن تغيير أو إزالة عنصر واحد من هذه الشبكة يؤثر على نظام الحياة بأكمله، ويمكن أن يؤدي إلى عواقب سلبية.
وأشارت الوزارة، إلى أن المملكة حققت ثمانية أهداف للمحافظة على «التنوع الأحيائي»، تضمنّت: «توقيع اتفاقيات دولية لحماية الحياة الفطرية، وإطلاق استراتيجيات للمحافظة على البيئة، وإقرار عدد من الأنظمة للحدّ من الصيد الجائر، مع إثراء التنوع الأحيائيّ في المتنزهات الوطنية، وتطوير المحميات الطبيعية في المناطق المختلفة»، إلى جانب إنشاء وتطوير مراكز أبحاث الحياة الفطرية، وإعادة توطين الحيوانات الفطرية في المحميات، وإعداد برامج توعوية وتدريب للمجتمعات المحلية.
وأوضحت الوزارة، أن العمل على وقف فقدان «التنوع الأحيائي» يضمن استعادة واستدامة كوكب الأرض، والحدّ من انتشار أو هيمنة الأمراض، لافتة إلى أنه بسبب هذا الفقد، تشير الإحصائيات إلى أن 75% من جميع الأمراض المُعدية الناشئة في البشر هي أمراض حيوانية، كما أن هذا التنوّع، يوفر فرصًا لمسببات الأمراض وانتقالها من الحيوانات للإنسان، إلى جانب تهيئة الظروف التي تسمح بانتشار مسببات الأمراض، بما فيها الفيروسات التاجية التي راح ضحيتها نحو مليار حالة إصابة، وملايين الوفيات سنويًّا.
وقالت الوزارة: لقد أكد ظهور فيروس «كورونا المستجد» حقيقة أنه عندما ندمر «التنوع الأحيائي فإننا ندمر النظام الذي يدعم ويحمي حياة الإنسان».. ووفق المؤشرات الدولية فإن الحاجة تدعو لإعادة تقييم العلاقة مع الأرض إذا ما علمنا أن العالم يفقد نحو 26.280 نوعًا من الكائنات الحية كل عام، كما أن معدل الانقراض لمختلف الأنواع بلغ ضعف تقديرات الخبراء قبل أربعة أعوام، فضلًا عن أن العالم سيفقد 55% من الكائنات الحية خلال فترة تتراوح بين 50 إلى 100 عام.
وأضافت: في البيئة المائية تكمن سبعة عوامل تستوجب المحافظة على الشعاب المرجانية؛ إذ يعتمد نصف مليار شخص في غذائه على الأسماك التي تعيش فيها، فالشعاب تأوي ما يزيد على 4000 نوع من الأسماك، علاوة على كونها عامل جذب للسياح في المناطق الساحلية.
وأشارت الوزارة، إلى أن الشعاب المرجانية تعمل كحواجز طبيعية ضد العواصف والموجات التي تهدد أرواح البشر، ومن مكوّناتها يجري تطوير الأدوية والمكملات الغذائية، كما تساعد في خلوّ المياه القريبة من الشواطئ من الملوثات، إلى جانب أن الشعاب المرجانية تصنَّف من النظم الحيوية المهمة والمساعدة في بناء الشواطئ.
وتابعت الوزارة: يؤثر أيضًا على البيئات المائية في البحار والمحيطات، حجم المخلفات البلاستيكية التي تُقَدَّرُ سنويًّا بـثمانية ملايين طن، مؤكدة أن هذا الخطر يهدد الشعاب المرجانية، ويكلف العالم مليارات الدولارات، كما أنه يُشكل مصدراً يهدد 90% من الطيور البحرية، ويؤثر على مصائد الأسماك، ويقضي على 100.000 مخلوق بحريٍّ سنويًّا.
اقرأ أيضًا:
«البيئة» تطالب الصيادين بضرورة صيانة قواربهم قبل دخول البحر
https://ajel.sa/BbRzjh/