المحليات

نورة آل مغرد.. المعلمة الإنسانة تقدم دروسًا مجانيةً لطالبات يعانين ظروفًا صحية

كشفت لـ«عاجل» كواليس مبادرتها

سامية البريدي

جسَّدت المعلمة نورة آل مغرد، من متوسطة وثانوية تحفيظ القرآن الكريم بوادي بن هشبل بتعليم عسير؛ موقفًا إنسانيًّا تمثل في زياراتها المستمرة لعددٍ من طالباتها اللاتي يعانين ظروفًا صحيةً، وتقديم الدروس لهن في منازلهن.

وكشفت نورة كواليس مبادرتها، في تصريحاتٍ لـ«عاجل» قائلةً: «أنا معلمةٌ غير متخصصةٍ، لكني عملت مع طالباتي ٨ سنواتٍ من أول سنةٍ أتيح الدمج في وادي بن هشبل؛ أي من الصف الأول ابتدائي حتى الصف الثاني المتوسط هذا العام، وطالباتي يعانين من إعاقاتٍ متعددةٍ».

وأوضحت المعلمة أن «الطالبة (حنان) مثلًا من أصحاب متلازمة داون، وتعاني من صعوبة النطق والفهم، فأحضر إلى منزلها وأعلمها من قربٍ كل ما تحتاج، وأشجعها بالهدايا. أما (البندري) فلديها إعاقةٌ عقليةٌ وضعفُ بصرٍ، لا ترى إلا على بُعد ٣ أمتارٍ، وأجرت عمليةً في سليمان حبيب بالرياض وفشلت، وفقدت النظر تمامًا، فلا تستطيع التعلم ولا الفهم عن طريق المنصات التعليمية، فأحضر إلى منزلها وأشجعها وأعلمها وأشد على يدها.. تلون وتكتب وتقرأ، وهي من أروع الطالبات معي وسريعة الحفظ».

وأشارت إلى حالةٍ إنسانيةٍ أخرى لإحدى طالباتها، وهي «ندى» التي «تعاني من إعاقةٍ عقليةٍ وتشتُّت انتباهٍ تحتاج إليَّ معها، سواءٌ في القراءة أو الكتابة»، مؤكدةً أنها متفوقةٌ.

أما الطالبة «صالحة» التي تعاني من تخلفٍ عقليٍّ وتشتُّت انتباهٍ؛ قالت عنها المعلمة آل مغرد، إنها لا تستطيع الذهاب إليها بالمنزل، لكنها تُحضِرها إلى المدرسة وتعلمها كل ما تحتاج، مشيرةً إلى أنها تمكنت من إفادتها.

وأضافت أن الطالبات الأربع إعاقتهن متعددةٌ: متلازمة داون، وتخلفٌ عقليٌّ وتشتت انتباهٍ، وقصر نظرٍ وانعدامه في السنتين الأخيرتين، مؤكدةً أنها تقدم لهن جميع مواد الصف الثاني المتوسط (قرآن، فقه، لغتي علوم، بدنية، فنية، رياضيات، تربية أسرية).

وحول توفيقها بين حصصها بمنصة مدرستي وزيارتها للطالبات بالمنازل، قالت: «أعطي المنصة الفترة الصباحية من الساعة التاسعة إلى الساعة الحادية عشرة، وحضوري إلى الطالبات من بعد الظهيرة إلى قبل المغرب، وأستأذن الأهالي في الوقت المناسب وأذهب إلى الطالبة التي تحتاج الدرس».

وأشارت نورة إلى أنه أسعدها جدًّا انطباع أولياء أمور الطالبات من دعواتهم واستقبالهم لها، وتهيئة المكان والطالبة، والاستقبال الذي أخجلها كأنها ستأتي بالشفاء لهن، على حد وصفها.

وأكدت نورة أن زوجها يساندها في زيارة الطالبات، وأتاح لها الوقت وشجَّعها وسمح لها بالقيادة أحيانًا، ويحضر هدايا تشجيعية للطالبات.

اقرأ أيضًا:

وزير التعليم: الفتيات الكشَّافات رفعن اسم المملكة عالميًّا
مصادر «عاجل» تكشف تعميمًا مهمًا من «التعليم» بشأن أبناء المقيمين

مرر للأسفل للمزيد