الخطوط السعودية 
المحليات

الكاتب «منصور العساف» يكشف قصة الشعار التاريخي للخطوط الجوية السعودية وأول مواطن قاد طائرة من طراز «بوينغ»

فريق التحرير

كشف الكاتب السعودي، منصور العساف، عن تفاصيل شعار الخطوط الجوية السعودية القديم، والذي يرجع تاريخه إلى عام 1972، حيث كانت الطائرة من طراز (بوينغ ٧٧٧-٣٠٠) أول من حملت هذا الشعار.

وأوضح "العساف" أن المسؤولين في الخطوط الجوية السعودية، أكدوا أن طائرة "البوينغ" ذات التسجيل (HZ-AK28) هي الوحيدة التي تحمل هذا الشعار، بقيادة الكابتن غازي باديب، في رحلته إلى المملكة بعد تسلّمها من مصنع بوينغ في (١٩٧٢/٣/١)، وذكرت الصحف حينها أن إبراهيم كتبي كان أحد أولئك الذين عملوا على تصميم هذا الشعار.

وأشار إلى تدشين هذا الشعار عام (١٩٧٢) حين اختزلت الخطوط الجوية العربية السعودية مسماها إلى "السعودية"، ولم يكن هذا الشعار جديداً بقدر ما هو نقلة تطويرية للشعار الذي سبقه في عقد الستينيات، لذا ظل هذا الشعار باقياً وحاضراً في ذاكرة الأجيال المتعاقبة.

وتابع: "لأن الخطوط إحدى أقدم مؤسسات الدولة، فقد مرّ شعارها القديم بمراحل وتنقلات تقاربت في أشكالها ومضامينها وتباينت في ألوانها وتواريخها، بيد أن ما عرفته العامة "بالشعار الأخضر" ظل الوسم الأميز والأبرز بينها".

شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية:

ولفت "العساف" إلى أن "الترايستار" أكثر هذه الطائرات حضوراً في ذاكرة السعوديين، حيث كانت "السعودية" قد تقدمت لشركة "لوكهيد مارتن" بطلب (١٨ طائرة)، وتمت الصفقة التي أشرف عليها مدير عام الخطوط آنذاك الأستاذ كمال سندي على أن يبدأ وصول الطائرات تباعاً من عام (١٩٧٢) إلى عام (١٩٨١).

ومع وصول آخر طائرة ترايستار لسماء المملكة كانت "لوكهيد مارتن" الأمريكية، قد أعلنت التوقف عن تصنيع ما اتفق عشاقها على تسميتها "نجمة السماء"، غير أن قرار التوقف سيبدأ من عام (١٩٨٤)، ولذا فقد ظفرت "السعودية" بعدد وافر من "الترايستار" استمرت معها قرابة (٣٠ عاماً) أدركت واحدة منها الشعار الجديد.

وتابع "العساف" أن عادة المسؤولين في الخطوط السعودية أخذ جولة إعلامية مع أي طائرة جديدة تصل للمملكة، وبعد شراء أسطول "الترايستار" الذي جاء على دفعات، قام المسؤولون في الخطوط بمعية الأمير سطام بأخذ جولة فوق سماء الرياض، وحينها ازدانت "الترايستار" بالشعار الجديد الذي دُشّن عام (١٩٧٢).

وتزامن الشعار الجديد مع التصاميم الجديدة لهيكل الطائرات السعودية، حيث صُبغ النصف العلوي من جسم الطائرة باللون الأبيض مع وجود أربعة خطوط أفقية سميكة باللونين الأخضر (الفاتح والغامق) والأزرق (الفاتح والغامق) مع وجود خط فاصل رفيع باللون الأبيض بنفس لون الجزء السفلي، كما ظهر الخط العربي على طائرات الخطوط السعودية من طراز (دي سي ٩) في عام (١٩٦٧).

ذيل الطائرة

وكان ذيل الطائرات السعودية آنذاك مطلياً باللون الأخضر بنفس درجة لون علم المملكة وقد توسطه شعار باللون الأبيض مكون من سيفين ونخلة تمثّل شعار المملكة داخل مثلث على شكل حرف دلتا (Δ) مقلوب، يمثّل أجنحة الطائرة.

وأكد أنه لم يكن هذا الشعار جديداً، حيث كان حاضراً في أسطول "السعودية" منتصف الستينيات، إلا أنه عام (١٩٧٢) كسب هويته الجديدة ممثلة بالألوان وتصميم الشعار عبر الأجنحة والمثلث المقلوب، وكانت فرحة الصغار حينذاك تصاحب عودة المسافرين من رحلاتهم لا لشيء سوى الحصول على هدايا "السعودية" بالشعر الأخضر

الشعار الأخضر

ولفت إلى أن خلال فترة استخدام (الشعار الأخضر) لمدة (٣٠ عاماً) تم إضافة وتعديل بعض التغييرات كان من أبرزها التعديل في عام (١٩٨١)، حيث حولت مسمى "السعودية" باللغة الإنجليزية من الحروف الصغيرة إلى الحروف الكبيرة وأصبحت تكتب (SAUDIA) بدلاً من (saudia).

وتابع: "لم يستمر هذا التغيير كثيراً ففي نفس العام تم تعديله مرة أخرى إلى (saudia)، كذلك تم المزج بين اللغتين في كل جهة من الطائرة بعد أن كانت كل جهة تكتب بلغة منفردة، وفي عام (١٩٨٥) جرى تعديل بسيط على جريد وسعف النخلة، وفي هذا العام كانت إحدى طائرات السعودية حديث وكلات الأنباء العالمية".

وكشف "عساف" أنه في نهاية السبعينيات شاع بين الناس، أن مقالاً صحفياً في إحدى الصحف الأجنبية تحدث عن وجود "صليب" في الشعار الجديد، ولم تكن هذه الشائعة سوى وهم من هذا الكاتب -إن صدقت الرواية- وقد وافق ذلك تغييرات كتابة ورسم الشعار لتنتهي بذلك (معركة الحروف) في الشعار الجديد، كما حدث مع العملة الجديدة آنذاك.

وتابع: "بدأت "السعودية" في تسويق خدماتها فكان أول ظهور لشعار السعودية في سباقات "فورمولا وان"، في ديسمبر عام (١٩٧٧) عندما كشف فريق "ويليامز" عن سيارته الجديدة "إف دبليو ٠٦"، وتمكن السائق "آلن جونز" من تسجيل المركز الثاني في سباق "واكتينز غلين" وجمع حينها الفريق (١١ نقطة) في موسم (١٩٧٨)، كما حصل فريق "ويليامز" على تمويل إضافي عام (١٩٧٩) من خلال دخول ثلاثة رعاة سعوديين آخرين هم شركة "البلاد" وشركة "TAG" وشركة دله افكو".

وأوضح "عساف" أن "السعودية" قامت كعادتها بجولة فوق سماء الرياض لتدشين شعارها الجديد فلطالما رافقت هذه الجولات تدشين الطائرات الجديدة، حيث استقبلت الرياض في عام (١٩٨٤) أول طائرة "إيرباص" من بين (١١ طائرة) اشترتها السعودية، وجاء عنوان الصحف آنذاك (طائرة إيرباص تستعرض في سماء الرياض).

وتزامن ذلك مع فرحة الشعب السعودي بحصول المنتخب الوطني على أول إنجاز في تاريخ الكره السعودية، حيث التأهل إلى الأولمبياد العالمي، وعاش الشارع السعودي حينها أفراحاً عارمة وافقت فرحة افتتاح مطار الملك خالد الذي استقبل الطائرة التي أقلّت أفراد منتخبنا الوطني.

ولأن الأفراح الشعبية تبقى خالدة في ذاكرة الأجيال فقد ظلت قصة الطائرة التي أقلت المنتخب بعد هذا الانجاز بثمانية أشهر حين حصل المنتخب على كأس آسيا عام (١٩٨٤)، وفي أثناء العودة تعرضت طائرته لعطل مفاجيء لتعود إلى مطار سنغافورا، وتحضر "السعودية" طائرتها الجديدة لنقل المنتخب الذي استقبل بالورود.

انفجار في الطائرة

وكشف الكاتب عن أنه في مطلع عام (١٩٨١) استطاع الطيار السعودي (فؤاد زغابة) بهدوء وسيطرة واحترافية تامة أن يهبط بطائرة "السعودية" برحلتها (١٦٢) إلى مطار الدوحة بعد إقلاعها من مطار الظهران وسقوط طفلين من على متنها جراء انفجار إحدى عجلاتها التي تسببت بثقب سقط منها الطفلان جراء معادلة الضغط.

فكان القائد السعودي (فؤاد زغابة) عنوان وكلات الأنباء وحديث مجالس العامة، وكان حدثاً غريباً والغريب أن طائرة مثقوبةً تعود سالمة بركابها رغم أنها تجاوزت مرحلة الإقلاع، وهذا خبر لا يوازيه إلا قدرة طاقم رحلة السعودية عام (١٩٨٥) السيطرة على قرصان مسلح خطف طائرة "السعودية" واتجه بها إلى طهران.

مرر للأسفل للمزيد