توقَّعت هيئة الصحة العامة البريطانية، استمرار تفشي فيروس «كورونا» في بريطانيا؛ حتى ربيع العام 2021.
جاء ذلك، في تقرير للهيئة اطلعت عليه صحيفة «ذا جارديان»، توقعت خلاله إصابة 80% من البريطانيين، وذلك مع ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة في بريطانيا إلى نحو 1400 حالة، مع 35 حالة وفاة حتى الآن.
وتوقَّع التقرير، أن يُصاب أربعة من كل خمسة بريطانيين بفيروس «كوفيد 19»، وأن يحتاج ما يقرب من 7.9 مليون إلى العناية الطبية الفائقة بالمستشفيات، خلال الفترة حتى الربيع من العام المقبل.
وذكر التقرير، أنه «من المتوقع إصابة ما يقرب من 80% من البريطانيين بفيروس كوفيد 19 خلال فترة الـ12 شهرًا المقبلة، وأن يحتاج 15% من البريطانيين، ما يعادل 7.9 مليون شخص، إلى عناية طبية بالمستشفيات».
ويعد التقرير الأول، الذي يقر فيه مسؤولو الصحة في بريطانيا بتوقعاتهم استمرار تفشي الفيروس لعام إضافي تقريبًا، ما يشكل ضغطًا كبيرًا على الهيئات والوكالات العاملة في القطاع الصحي.
ومع زيادة أعداد المصابين بالفيروس بوتيرة سريعة، يوضح التقرير أن القطاع الصحي في بريطانيا لا يستطيع التعامل مع الأعداد الكبيرة من الأفراد، الذين يعانون الأعراض وبحاجة إلى الخضوع للفحص الطبي، وذلك لضغط شديد تتعرض له معامل التحليل.
ونتيجة لهذا الضغط، أوضح التقرير أن فئات معينة فقط ستخضع للفحص الطبي، وهم أولئك ذوو الأعراض الشديدة، أو من يتواجدون في أماكن ظهرت بها حالات مؤكدة فقط.
وتوقَّع نموذج تتبع وضعه علماء من بريطانيا وآخرين، ارتفاع معدل الإصابة بوتيرة سريعة خلال فترة من 10 إلى 14 أسبوعًا، وأن يصل الفيروس ذروة انتشاره في نهاية مايو وبداية يونيو.
ووفق التقرير، ستنخفض معدلات الإصابة والوفيات لمدة عشرة أسابيع أخرى بعد ذلك لتصل إلى مستوياتها الدنيا، لكن لا تزال هناك تخوفات من أن يعاود الفيروس الظهور خلال أشهر الخريف والشتاء المقبلين، ما يعني أن الدول بحاجة إلى خطط طويلة الأجل بشأن الفيروس.
وعلَّق الدكتور كريس ويتي، المستشار الطبي للحكومة على التقرير قائلًا، إن «هذه البيانات تمثل السيناريو الأسوأ على الإطلاق، وقد يكون الوضع أقل وطأة»، بينما أعرب باول هانتر، أستاذ في الطب بجامعة «إيست أنجليا» عن صدمته من هذه الأرقام.
وقال «هانتر»، إن تلك الأرقام ستخلق حالة من الهلع بين المواطنين (..) إن العام فترة زمنية معقولة، لكن هذه الأرقام غير مفهومة».
واستكمل «هانتر»: «من المتوقع أن تخف وطأة الفيروس بحلول يونيو المقبل، على أن يظهر مجددًا في نوفمبر، كما هو الحال بالنسبة إلى الإنفلونزا الموسمية (..) الفيروس سيكون موجودًا للأبد؛ لكنه سيكون أخف مع الوقت فيما تزداد مناعة أجسامنا ضده».