على مدى 12 عامًا، بحث العلماء عن أي إشارة من كائنات فضائية ذكية ربما تكون موجودة في مكان ما في الفضاء السحيق، غير أن الأمر بات يشبه البحث في كومة قش، حتى عام 2007 عندما اكتشف العلماء لأول مرة موجات راديوية قادمة من الفضاء.
رشقات الموجات الراديوية القادمة من الفضاء التي اكتشفها علماء الفلك في عام 2007، أصبحت ظاهرة متكررة؛ إذ تكررت نحو 60 مرة على مدى 12 عامًا، وفقًا لشبكة «إن بي سي نيوز» الأمريكية.
الموجات الراديوية القادمة من الفضاء السحيق تشكل لغزًا حيَّر العلماء
وأوضحت «إن بي سي نيوز» في فبراير 2019م أن الموجات الراديوية التي تأتي من الفضاء من على بُعد مليارات السنوات الضوئية، شكَّلت مصدر حيرة بالغة لكثير من العلماء بسبب دقتها في توجيهها إلى كوكب الأرض وفشلهم في تفسيرها.
وبعد رصد تدفق موجات راديوية بالقرب من تلال كولومبيا في يناير 2019م، قالت «إنجريد ستيرز» الباحثة في جامعة كولومبيا البريطانية: «حتى الآن لم يتم معرفة إلا نسخة واحدة من الموجات اللا سلكية وفوق الصوتية؛ لذلك لسنا قادرين على فهم تلك الألغاز الكونية، وما الرسالة التي يسعون إلى أن يذكروها لنا؟».
فيما قال «آفي لوب» الأستاذ في مركز هارفارد سمثيونيان للفيزياء الفلكية؛ إنه لا ينبغي استبعاد أن تلك الإشارات تأتي من مركبة لكائنات فضائية تحاول تحذيرنا مثلًا أو تنبيهنا، وفقًا لشبكة «إن بي سي نيوز».
الموجات الراديوية رسالة من مخلوقات فضائية ذكية تحاول تحذير سكان الأرض
وفي أواخر عام 2019م، اكتشف العلماء من تليسكوب راديوي في كندا لقياس موجات التداخل، إشارات غامضة وغريبة على شكل نمط متكرر قالوا إنها سلسلة من انفجارات راديوية من مصدر واحد على بُعد 500 مليون سنة ضوئية من الأرض.
واكتشف الباحثون في الفترة من سبتمبر 2018 حتى أكتوبر 2019 نمطًا متكررًا من الإشارات القادمة من الفضاء يتكرر كل أسبوعين ويستمر لمدة أربعة أيام، وتطلق الإشارة مرة أو اثنتين كل ساعة وبعدها تبقى صامتة لمدة 12 يومًا، وفقًا لقناة روسيا اليوم.
الدكتور «عمار السكجي» مدير مركز الفيزياء الفلكية والنظرية في الأردن، يوضح أن الموجات الراديوية القادمة من الفضاء هي ناتجة عن عمليات فيزيائية عالية الطاقة وذات أصول مغناطيسية، لكن السبب الحقيقي وراءها غير معروف حتى الآن.
3سيناريوهات تفسر الموجات الراديوية القادمة من الفضاء
وأشار «عمار السكجي» خلال مقابلة تلفزيونية، إلى سيناريوهات عديدة لتفسير الأسباب: وجود نجم نيتروني سريع الدوران، أو ثقب أسود سريع الدوران، أو رسالة من مخلوقات فضائية ذكية لكنه السيناريو الأضعف؛ لكون هذه الرشقات كلها جاءت من خارج مجرة درب التبانة من أنحاء بعيدة.
وأضاف الكسجي أن الرسائل التي تصل إلى الأرض، كانت تأتي من مناطق بعيدة جدًّا تبعد مليارًا إلى 3 مليارات سنة ضوئية، لكن ما يميز آخر موجات راديوية في 16 سبتمبر 2018 كونها جاءت من منطقة قريبة نسبيًّا (500 مليون سنة ضوئية تقريبًا)، وهي أقرب رشقة.
ووفقًا لمدير مركز الفيزياء الفلكية والنظرية فإن الموجات الراديوية التي تم رصدها في سبتمبر 2018 وتم الإعلان عنها رسميًّا قبل أسابيع قليلة؛ تعد أقرب رشقة إلى كوكب الأرض، ضمن رشقات دورية تتكرر كل 16 يومًا، وهو ما أثار اهتمام العلماء.
أقرأ أيضًا: