منوعات

المخترعة مها باجعيفر: لن أتنازل عن تطبيق «حضن أمي» على أرض الواقع

تحفظ فضل مُدرستها عليها في الصِغر..

سامية البريدي

تمتلك بلادنا ثروات علمية هائلة، وذخيرة لا تنتهي من المخترعين والمبتكرين، ولا يقنصنا سوى أن نمنح لهؤلاء الفرصة ونوفر لهم السبل لنشر ما توصلوا إليه وتطبيقه على أرض الواقع.

من بين هذه الذخيرة العلمية، يبرز اسم مها باجعيفر، التي توصلت إلى العديد من الاختراعات، التي من شأنها الإسهام في تذليل الكثير من المشاكل والصعوبات التي تواجه مجتمعنا.

التقت «عاجل» بالمخترعة مها باجعيفر؛ لتلقي الضوء على أهم المحطات في حياتها، فقالت:  بدأت دخول عالم الاختراعات عندما كنت في الـ 13 من عمري؛ حيث طالبتنا معلمة العلوم هاشمة العباسي، في الصف الثاني المتوسط بعمل نشاط من خارج المنهج؛ على أن يكون مرتبطًًا بمواضيع الكتاب، ولا يكون مذكورًا في الكتاب.. كان من الصعب جدًا على طالبات المرحلة الوصول لهذا التطبيق، ولم يبق أمامي سوى أن أخترع نشاطًا يتماشى مع المادة العلمية التي درسناها، فقمت بعمل جهاز تسخين بالطاقة الشمسية بمواد منزلية.. انبهرت المعلمة من طريقة تنفيذي للمشروع، وقامت بتسجيلي في مسابقة أولمبياد «إبداع للابتكار»، ومنذ ذلك الحين، ارتبط اسمي بالاختراعات وعالم الابتكار والأبحاث.

وأضافت مها، إن المتفائل اخترع الطائرة، والمتشائم اخترع الباراشوت، وفي كليهما فائدة للمجتمع.

وعن بقية اختراعاتها، تحدثت مها، قائلة: أغلبها يقوم على منع خطر أو كارثة من الحدوث، وبمعنى آخر يمكن القول إن كل اختراعاتي عبارة عن وسائل سلامة.. كان أول اختراع لي حينما كنت بالصف الثالث المتوسط؛ حيث توصلت إلى وسيلة سلامة داخل الحافلات المدرسية، تحمي الطلاب نفسيًا وجسديًا من أثر الحوادث كالحريق والاصطدام القوي، أو اشتعال النيران، وقد أطلقت عليه (حضن أمي)؛ لأن وسيلة الأمان تلك كانت تستهدف الطلاب من سن ٣ ـ ١٤عامًا، وعنصر الأمان بالنسبة للأطفال في هذه السن، كان بمثابة حضن  الأم.

وتضيف: لقد شاركت بهذا الابتكار في عدد من المسابقات، أهمها الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي مرتين.. تأهلت للمرحلة الأخيرة بالمسابقة، وكان «حضن أمي»  أول اختراع لي، ومن بعده  توصلت إلى ٤ وسائل سلامه مختلفة، مؤكدة أن «حضن أمي» هو شاغلي الشاغل، وأسعى بشتى الطرق لأن يتم تطبيقه  على أرض الواقع  في جميع الحافلات المدرسية، والحافلات بشكل عام؛ لحمايه أفراد المجتمع بشكل كامل، وكذلك الأمر بالنسبة  لاختراعي الأخر «طوق النجاة الإلكتروني»؛ حيث أسعى  لاستخدامه وتعميمه على نطاق واسع.

حول الصعوبات التي واجهتها خلال مسيرتها في مجال الابتكارات، قالت: أكبر عقبة تواجه المخترعين بشكل عام هي إيصال الفكرة وتنفيذها على أرض الواقع؛ فكثير من الاختراعات أغلقت عليها الأدراج، بسبب عدم قدرة المخترع على تنفيذ النماذج الأولية، لأسباب (ماديه /معنويه/نفسية....) وغيرها .

وأضافت:  أول  من دعمني وكشف عن موهبتي معلمتاي هاشمة العباسي، وشروق شاهين،  وكذلك أسرتي،  أما بعد تخرجي في الجامعة، وتغير مسماي من طالبة إلى موظفة ظننت أنني لن أجد يدًا تصفق لي على إنجاز أو عمل، ولكن تحقق العكس تمامًا،  فقد احتضنتني مدارس «الأندلس»،  وبالأخص مسار التحفيظ، وهو القسم الذي أنتمي إليه حاليًا؛ حيث إنه من النادر جدًا أن تجد مدرسة تدعم موظفيها وتأخذ بيدهم للنجاح، وتحاول أن تتسلق بهم الدرج  إلى الأعلى، فهي معك خطوة بخطوة، وإذا كانت صفقت لي مائة يد عندما كنت طالبة، فالآن وأنا معلمه صفقت لي ألف يد.

وعن خطط مها، المقبلة في عالم الاختراعات، أوضحت أنها سوف تسعى لتنفيذ اختراعاتها على أرض الواقع، ولن تبقيها حبيسة الأدراج، لتنفع بها مجتمعها ووطنها، مؤكدة أنها لن تكتفي بنشرها محليًا وستسعى لإطلاقها عالميًا

مرر للأسفل للمزيد