منوعات

أطباء نفسيون يوضحون أعراض وعلاج اضطراب ما بعد الصدمة

فريق التحرير

عند التعرض لحوادث مروعة أو مشاهدة مواقف مؤلمة أو فقدان شخص عزيز، قد يعاني المرء من كوابيس مزعجة أثناء الليل وخفقان القلب والتعرق الشديد، وكثيرًا ما يتذكر المرء هذه المشاهد المؤلمة في حياته اليومية، فيما يعرف بـ«اضطراب ما بعد الصدمة».

وقالت يوليا شيلونج، كبيرة الأطباء بقسم الصدمات النفسية بمستشفى دريسدن الجامعي، إن اضطراب ما بعد الصدمة هو عبارة عن رد فعلي نفسي متأخر لحدث مؤلم هز الشخص من أعماقه، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.

وأضافت يوليا شيلونج: «ينحرف الأشخاص، الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة عن المسار تمامًا، ويكون لديهم شعور بالخدر».

وتتأثر الحياة اليومية للأشخاص، الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة بشدة من جراء ذلك؛ نظرا لأن التجارب المؤلمة أو المواقف المروعة كثيرا ما تظهر أمام أعينهم كأنها فيلم سنيمائي.

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة

وأوضح بير تايجيلاك، كبير الأطباء في عيادة الطب النفسي بمستشفى LVR بمدينة إيسن الألمانية، أن هناك إشارات صوتية معينة قد تؤدي إلى استرجاع الذكريات المؤلمة أو ما يعرف باسم «فلاش باك» حيث قد تؤدي صفارات سيارات الإسعاف المارة في الطريق إلى تذكر بعض الأحداث الأليمة والتجارب المؤلمة.

وقد يظهر اضطراب ما بعد الصدمة أيضا في سلوكيات التجنب؛ إذ يتجنب المرء الخروج من المنزل في ساعات متأخرة، إذا ما تعرض لحادث اعتداء في الشارع ليلا.

 وأضاف بير تايلاك أن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة تشمل أيضا الشعور الدائم بعدم الأمان والأرق والتهيج الشديد وصعوبات التركيز.

وأشارت يوليا شيلونج إلى أن الأشخاص، الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة يكون لديهم شعور بعدم المبالاة وعدم الاهتمام بالآخرين أو الملل العاطفي.

ولفتت الطبيبة الألمانية قائلة: «يعاني الكثير من هؤلاء الأشخاص باهتزاز الثقة في أنفسهم وفي الآخرين بشدة، كما تتحول الحياة اليومية إلى جحيم بالنسبة لهم».

علاج اضطراب ما بعد الصدمة

وينصح بير تايجيلاك الأشخاص، الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة بعدم التعامل مع مشكلتهم بأنفسهم، ولكن يتعين عليهم طلب المساعدة من الأطباء المختصين في أقرب وقت.

وهناك العديد من الطرق العلاجية، ويمكنهم استشارة الأطباء النفسيين والمعالجين النفسيين وكذلك الخبراء في العيادات النفسية الجسدية، ويتم علاج الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة في العيادات الخارجية أو من خلال الإقامة في المستشفى حسب شدة الحالة المرضية.

وفي كثير من الحالات يوضح الطبيب المعالج للشخص، الذي يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، كيفية التعامل مع الأعراض المجهدة أو الذكريات المؤلمة في الحياة اليومية، وذلك من خلال الاعتماد على تقنيات الاسترخاء أو تمارين التهدئة الذاتية.

وبمجرد أن يحقق المرء قدرًا معينًا من الاستقرار الداخلي، فإنه يتمكن من التعامل مع المواقف المروعة تدريجيا بمساعدة الطبيب المعالج، وعادة ما يتم النظر إلى مثل هذه المواقف وتحليلها وتقييمها من جديد.

وتصف يوليا شيلونج نهاية هذه العمليات بقولها: «يتضح للمريض أنه قد نجا من الحادث الأليم أو التجربة المروعة، وبعد ذلك يصبح هذا الحادث جزءا من الذكريات».

اقرأ أيضا:

مرر للأسفل للمزيد