أدت الإغلاقات التي فرضتها الدول خلال جائحة كورونا إلى تقييد حركة عشاق السياحة والسفر حول العالم من ممارسة هوايتهم المفضّلة، مما تسبب في ولادة مفهوم جديد مع انتهاء كورونا وإعادة فتح الحدود، سمي "السفر الانتقامي" الذي ظهر عام 2021، بحسب الجمعية الأمريكية لمستشاري السفر (ASTA).
وقالت المعالجة النفسية في علم النفس العيادي، غادة الهواري، "إن الانتقام هو طريقة للتعويض عن الظلم وهو لنقول إننا لسنا الشخص الذي يمكن أن يُهان أو يُهزَم بسهولة"، معتبرة أن الإنسان عندما ينتقم من شخص أو أمر ما، لا يكون بدافع الكره بل بهدف إعادة لملمة مشاعره التي تضررت وتأذت، مما يعني إعادة شفاء للمشاعر المجروحة، بحسب "سكاي نيوز".
وأضافت: "بعد كل ما عانته الإنسانية في كل بقاع الأرض من كبت وتقييد حريات ورغم التدهور الاقتصادي الذي شهدته الدول، نرى أن السفر الانتقامي هو محاولة من العقل الباطني لإعادة توازن المشاعر بعد أن تخبطت، ومحاولة شفاء لهذه النفس البشرية التي تأثرت".
ومن ناحيته، قال رئيس نقابة وكلاء السياحة والسفر في لبنان، جان عبود، إن قطاع الملاحة الجوية يعتبر من أكثر القطاعات التي تضررت في العالم من جائحة كورونا، حيث بلغت خسارته نحو 180 مليار دولار، وفقا لأرقام الاتحاد الدولي للنقل الجوي، وتراجعت حركة الإشغال بحدود 75 في المئة.
وأشار إلى أن الشركة التي كانت تملك أسطولًا مؤلفًا من 100 طائرة، لم تتمكن من تشغيل سوى 15 في المئة منه، مبينا أن اتحاد هذه الصناعة أعلن أن السفر لن يتعافى قبل العام 2025، لكي يعود إلى نشاطه وازدهاره المحققين في عامي 2017 و2018، على الرغم من النمو الذي بدأ يسجل في عامي 2021 و2022.
وأوضح رئيس شركة Eagle Travel للسياحة والسفر، عامر دبوسي، أن الطلب على السفر ارتفع أخيرا، على الرغم من زيادة، فاقت نسبتها 30 في المئة طرأت على أسعار التذاكر، بفعل غلاء وقود الطائرات.
ورجح أن الزيادة في أسعار التذاكر تعود جزئيا إلى سعي شركات الطيران لتعويض بعض خسائرها خلال جائحة كورونا.