منوعات

الاستماع إلى الموسيقى يحفِّز التفكير الإبداعي أم يُضعفه؟

دراسة جديد تثير مزيدًا من الجدل والتناقض..

فريق التحرير

(الاستماع إلى الموسيقى أثناء العمل يُضعف بشكل كبير الإبداع)، كان هذا هو الاستنتاج الذي توصَّلت إليه دراسة نُشرت في وقت سابق من هذا العام في مجلة علم النفس المعرفي التطبيقي، التي بحثت تأثير أنواع مختلفة من الموسيقى الخلفية على حل المشكلات الإبداعية.

وخلال الدراسة، قدَّم الباحثون للمشاركين سلسلة من ألغاز الكلمات المصممة لقياس الإبداع والعمليات المستندة إلى البصيرة، فأكملها المشاركون إما في مكان هادئ تمامًا أو في مكان يتم فيه تشغيل موسيقى في الخلفية، سواء كانت تلك الموسيقى مألوفة أو غير مألوفة، صاخبة أو لا، وقال الباحثون إن النتائج التي حصلوا عليها تتحدى وجهة النظر القائلة بأن الموسيقى الخلفية تعزِّز الإبداع.

وهو الأمر الذي يتناقض تمامًا مع دراسات أخرى سبق نشرها، ففي عام 2017 نُشرت دراسة حول الموسيقى والإبداع، وجدت أنه بناءً على نوع المهمة الإبداعية التي يتصدى لها الشخص، قد تكون أنواع معينة من الموسيقى مفيدة، فالاستماع إلى الموسيقى السعيدة مثلًا، ساعدت الناس على أداء أفضل في المهام التي تنطوي على تفكير متباين ينطوي على تكوين مجموعات غير متوقعة، أو تحويل المعلومات إلى أشكال غير متوقعة، ويأتي بأفكار أو استراتيجيات جديدة خارج الصندوق، وإحدى النظريات التي طُرحت لتفسير ذلك قالت: إن الطبيعة المحفِّزة للموسيقى الحية تنشّط الدماغ بطريقة أو بأخرى، فتعزز أسلوب التفكير المرن، مما يؤدي إلى أفكار غير تقليدية أو مبتكرة.

كما أظهرت الأبحاث، أن الاستماع إلى الموسيقى يمكن أن يقلل من القلق ويحسِّن المزاج، وهذه التحولات يمكن أن تسهّل الأفكار الإبداعية؛ حيث يكون المزاج الإيجابي مفيدًا في لحظات التقدم في الإبداع، وفي الوقت نفسه إذا كان شخص ما قلقًا، يميل هذا القلق إلى جعله يركز أكثر، وهذا غير مفيد في هذه الحالة.

وحسب الخبراء، فإن الاستماع إلى الموسيقى قد يكون مجرد نوع من التحويل الخفيف، الذي يخفف من تركيز الدماغ، مع السماح لها بالقيام بفكرتها الجديدة المثمرة، وهناك أدلة يقدمها هؤلاء على أن الاستماع إلى الموسيقى يمكن أن يحفز شبكة الوضع الافتراضي للمخ، والتي هي عبارة عن مجموعة من مناطق الدماغ المرتبطة التي ربطها البحث بالرؤية الإبداعية، فأي من هذه الرؤى والأبحاث نصدق؟ ربما سننتظر حتى يحسم العلماء أبحاثهم وهناك دائمًا جديد.

مرر للأسفل للمزيد