كشفت دراسة بريطانية أن الذين يشاركون في ممارسة هواية الخَبز أو الطهي، يشعرون بالحماس، ويساعدهم ذلك على التخلص من التوتر، وبالتالي ازدهار الصحة النفسية.
وفقا لموقع Boldsky الأمريكي، فإن الصحة النفسية مهمة في كل مرحلة من مراحل الحياة، إذ تؤثر أو تتحكم في طريقة تفكيرنا وشعورنا وتصرفنا، لكن ما زالت هناك حاجة لمزيد من الاهتمام العالمي لزيادة الوعي بالصحة النفسية في المرحلة الأولية، وبما يبرز خطورة عواقبها.
وأضاف أن الصحة النفسية تحدد الطرق التي يتعامل بها كل إنسان مع الآخرين وكيفية تعاطيه مع حالات التوتر ومدى قدرته على اتخاذ القرارات في الحياة بشكل حتمي.
وأكد أنه لا يزال حتى الوقت الحاضر، الكثير من حالات التردد بشأن الحصول على المساعدة عند الضرورة، بالرغم من كل الوعي وكسر وصمة العار حول مشاكل الصحة النفسية.
ويأمل الخبراء في أن يتم تسليط الضوء على أهمية الوعي بالصحة النفسية والحصول على العلاج في الوقت المناسب للحالات الضرورية على وجه الخصوص.
أهمية صناعة الخبز وممارسة الطهي
تشتمل جهود الحفاظ على صحة نفسية جيدة على توافر مزيج من السلوك الإيجابي والنظام الغذائي الصحي والعادات المنتظمة.
وأظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يقومون بممارسة هوايات يحبونها بشغف تنخفض لديهم حالات التوتر ومخاطر المعاناة من الاكتئاب.
وتتراوح الهوايات المفيدة للصحة النفسية ما بين الاستماع إلى الموسيقى والعمل التطوعي في مؤسسات خيرية والبستنة إلى جمع الطوابع والطهي والخَبز.
عندما تركز عقلك على نشاط تهتم به حقًا، فإنه يساعد في تقديم مستوى لا مثيل له من المشاركة ويقلل من التوتر ويحسن مشاعر القلق أو الاكتئاب ويحسن المشاركة في الأحداث الاجتماعية. إن الخَبز، كهواية، يساعد في تحسين الصحة النفسانية، مع فوائد تشمل زيادة اليقظة والرضا والمتعة الحسية.
وعندما يتم اتباعه كشكل من أشكال التنشيط السلوكي (يساعدنا على فهم كيفية تأثير سلوكنا على مشاعرنا)، فقد ثبت أن الخَبز يساعد الخبازين الذين يعانون من الاكتئاب واضطرابات المزاج الأخرى. إبان جائحة كورونا، زاد عدد من يقومون بالخَبز الخبازين. يعزو الخبراء السبب إلى حالات التوتر والقلق المتزايدة الناجمة عن حظر التجوال ثم الإغلاق والأوضاع العامة التي سادت العالم.
ووفقًا لدراسة بريطانية، يتحول واحد من كل ثلاثة بريطانيين إلى ممارسة هواية الخَبز لمساعدتهم على التخلص من التوتر بعد يوم حافل بالعمل، بينما قال 61% إن مشاركة المخبوزات مع الآخرين تجعلهم يشعرون بالسعادة.
فوائد المشاريع الإبداعية
ويمكن أن تسبب المستويات العالية من هرمونات التوتر مشاكل في النوم وانخفاض المناعة وارتفاع ضغط الدم. عندما تنخفض مستويات هرمونات التوتر، فإن المرء يقلل في نفس الوقت من القلق والتوتر الذي يتعرض له الجسم.
يجد الكثيرون بالفعل أعمالًا منزلية يومية مثل غسل الأطباق أو كنس الأرضية أو تحضير الخضروات وسيلة للاسترخاء وطريقة لتهدئة أذهانهم. أكدت دراسة أن الأفراد الذين يشاركون في مشاريع إبداعية صغيرة مثل الطهي والخَبَز يشعرون بمزيد من الحماس تجاه أنشطتهم.
إن التنشيط السلوكي هو علاج يستخدم لعلاج أولئك الذين يعانون من القلق والاكتئاب. وتعد هذه الطريقة وسيلة لمكافحة الشك والمزاج المنخفض عن طريق زيادة الإنتاجية بطريقة واقعية وقابلة للتحقيق.
يقدر عدد الأفكار التي تأتي لذهن الشخص العادي بأكثر من 6000 فكرة في اليوم، ومن ثم يمكن لنشاط إبداعي مثل الخَبز أن يساعد في تركيز العقل عن طريق تهدئة الدماغ والجسم. ويتجاوز الإبداع نطاق التهدئة إلى مرحلة تحقيق السعادة في الكثير من الحالات. ومن المرجح أن يسهم الانغماس في نشاط ابداعي في تقليل أعراض الخرف وتحسين الذاكرة والقدرات المعرفية.
ويساعد الخَبز في تطوير قدرة الشخص على الاختلاط اجتماعيًا وتكوين صداقات وتعلم المهارات التي ستساعده على التفاعل بشكل أكثر فعالية.
يمكن أن يوفر الخَبز مع العائلة أو الأصدقاء أو المجموعات المنظمة للأفراد فرصة للتواصل مع الآخرين، ما يقلل من مشاعر العزلة والإقصاء.
إن العزلة ليست صحية؛ لأنها يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالاكتئاب أو تعميقه. عندما تشعر بالإحباط، فإن الخَبَز مع الآخرين يمكن أن يحول تلك المشاعر السلبية إلى حالة إيجابية. تزداد مشاعر الأمان والثقة والانتماء عند التواصل مع الأصدقاء والعائلة. ويمكن أن تساعد هذه المشاعر في تكوين علاقة قوية وصحية. ولا يزال بإمكان الأفراد الشعور بالدعم والانتماء عند مشاركة شريحة من الكعكة أو كوب من الشاي إلى حد كبير.
اقرأ أيضًا: