ذكرت صحيفة «ذا جارديان» البريطانية، أن استغلال قطر للعمالة الوافدة من أجل الانتهاء من بناء المنشآت الخاصة بكأس العالم لكرة القدم لعام 2022 ما زال مستمرًا، رغم التحذيرات والتدابير الدولية التي تطالب بها الدول لاحتواء انتشار جائحة «كورونا»، وارتفاع عدد الإصابات بقطر إلى فوق الـ500 حالة.
وأوردت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم الخميس وترجمته «عاجل»، أن العمال الوافدين في قطر، العاملين في بناء المنشآت الخاصة بكأس العالم لعام 2022، ما زالوا يُجبروا على العمل في منشآت البناء المكتظة، رغم إعلان حكومة الدوحة منع أي شكل من أشكال التجمعات.
فمع ألف يوم تقريبًا باقية على انطلاق كأس العالم، يقول العمال إن العمل يجري كالمعتاد، وتتواصل عمليات البناء والإنشاء بوتيرة لا هوادة فيها. وقال عمال لـ«ذا جارديان»، إنهم يضطرون للعمل في مواقع البناء لساعات طويلة دون أي فحوصات طبية أو تدابير وقائية.
وفيما يظل الجدل حول إرسال عمال البناء للعمل وسط آراء رجحت أن العمل سيكون آمنًا بشرط الالتزام بمسافة مترين بين كل عامل وآخر، إلا أن هذه الشروط من المستحيل تقريبًا أن تتوافر في قطر، حيث يقيم العمال داخل مساكن مكتظة، ويتقاسمون الغرف؛ حيث تضم كل غرفة من ثمانية إلى عشرة عمال، ويتم نقلهم إلى مواقع البناء في حافلات متهالكة مكتظة تحمل ما يقرب من الستين شخص.
ظروف غير آدمية
وتحذر الصحيفة من أن استمرار العمل في مواقع الإنشاء، في ظروف قاسية، يجعل العمال المهاجرين ذوي الرواتب الضئيلة، أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، نظرًا لعدم الالتزام بمبدأ التباعد، وأعدادهم الكبيرة سواء في المواقع أو المهاجع، وغياب أي تدابير صحية.
فالحاجة الملحة للمال، هي ما تجبر هؤلاء العمال على مواظبة العمل في هذه الظروف، ويقول عمال، نقلت عنهم الصحيفة، إنهم لا يملكون أي خيار آخر سوى الاستمرار في العمل، مجبورين بموقف مرؤوسيهم وحاجتهم الملحة إلى المال لإرساله إلى عائلاتهم في بلدانهم.
وقال أحد العمال وهو مهاجر من كينيا، يعمل 14 ساعة يوميًا: «أشعر بالقلق الشديد من الإصابة بالفيروس، لكنني في حاجة إلى المال. أرتدي القفازات والكمامة في العمل لكنها غير كافية. الله هو الكافي»، بينما قال آخر من نيبال: «يتم فحص ضغط الدم قبل كل نوبة عمل. أرتدي كمامة أشتريتها بنفسي، من لا يملك كمامة يغطي وجهه بقطعة من القماش».
وكانت السلطات القطرية، أعلنت حظر كافة أشكال التجمعات العامة، بما فيها الشواطئ والحدائق العامة والتجمعات الاجتماعية وصالات الرياضة ودور السينما ومراكز التسوق والبنوك، لكن يبدو أن هذا الحظر لا ينطبق على عمال البناء.
«لسنا آليين»
وردًا على ذلك، توجه بعض العمال إلى مواقع التواصل الاجتماعي للإعراب عن استيائهم، وقال أحدهم: «كيف سيحافظ عمال البناء على التباعد الاجتماعي.. لا أحد يهتم بشأن سلامتنا.. هل تعتقد أننا لا نريد العيش؟ هل تعتقد أننا لا نريد رؤية عائلاتنا». وكتب آخر، يعمل لمدة تسع ساعات يوميًا: «لسنا آليين، لسنا محصنين ضد الفيروس».
وقال جيمس لينش، الخبير في الشؤون القطرية في «Fair/Square» المعنية بأبحاث حقوق الإنسان في بريطانيا، إن «النظام القطري لا يسمح للعمال بتغيير وظائفهم بسهولة، ومن الصعب للعمال رفض العمل؛ حيث يمارس أصحاب الأعمال نفوذًا قويًا عليهم. ومع توقف الهجرة إلى قطر بسبب الفيروس، فإن الخطر الذي يشعر به العامل من خسارة وظيفته أكبر من ذي قبل».
وتخطت حالات الإصابة المؤكدة بفيروس «كورونا» المستجد في قطر 500 إصابة، غالبيتهم من العمال المهاجرين. وتعد قطر صاحبة أعلى معدل إصابة بعد إيران والمملكة العربية السعودية.
اقرأ أيضا: