أوضحت الجمعية الفلكية بجدة، أن سماء السعودية والوطن العربي، ستشهد بعد غروب شمس الجمعة القادمة (3 أبريل 2020) وبداية الليل، اقترانًا تاريخيًا لكوكب الزهرة مع نجوم الثريا.
وقال رئيس فلكية جدة المهندس ماجد أبو زاهرة –عبر صفحة الجمعية بفيسبوك- إنه بشكل عام يقترن الزهرة بعنقود نجوم الثريا سنويًا، وأفضل تلك الاقترانات تحدث في شهر أبريل، وفي اقتران يوم الجمعة سيعبر الكوكب ظاهريًا بمقدار ربع درجة فقط جنوب النجم (اليسون) ألمع نجم ضمن الثريا.
وللمقارنة في اقتران العام الماضي 2019 في 9 يونيو، كان الزهرة يبعد 5 درجات جنوب النجم (اليسون) وبزاوية 18 درجة من نقطة شروق الشمس، في حين العام المقبل 2021 سيعبر الكوكب بحوالي 4 درجات جنوب النجم (اليسون) واستطالته ستكون حوالي 11 درجة فقط شرق شمس الغروب.
وأضاف رئيس فلكية جدة، أنه بالتزامن مع حدث يوم الجمعة سيكون كوكب الزهرة قرب استطالته العظمى المسائية شرق شمس الغروب بزاوية 46 درجة، ما يعني بأن الكوكب في ذروة ارتفاعه في قبة سماء المساء.
فبعد غروب الشمس والانتقال نحو بداية الليل سيظهر كوكب الزهرة باتجاه الأفق الغربي، وبعد حلول ظلمة الليل سيكون في قمة تألقه، إلا أن عنقود الثريا لا يمكن رؤيته من داخل المدن بسبب التلوث الضوئي، لذلك هناك حاجة لاستخدام المنظار أو تلسكوب صغير وعند توجيهها نحو الزهرة سيظهر عنقود الثريا في نفس مجال الرؤية، وسيبدو المنظر كصندوق مجوهرات كونية.
وأوضح المهندس أبو زاهرة، أن عنقود الثريا يعرف أيضاً باسم «الشقيقات السبع» وهي تشبه نجوم الدب الأصغر لكنها بمظهر ضبابي، ويتكون العنقود من نجوم يافعة تشكلت قبل 100 مليون سنة فقط -خلال عصر الديناصورات- من انهيار سحابة غازية بين النجوم، وأكبر أعضاء هذا العنقود نجوم زرقاء بيضاء أعرض خمس مرات من الشمس.
ونظرًا لبعدها مسافة 400 سنة ضوئية تقريباً، فإن الثريا ضمن حد الرؤيا بالعين المجردة، وعند النظر إليها في إحدى الليالي الصافية يمكن بسهولة تمييز ألمع 6 نجوم فيها، وكان العرب يعتبرون أن من يرى 7 منها يكون قوي البصر، وقليل هم الذين يستطيعون تمييز 9 أو 10، بشرط أن يكون الرصد بعيدًا عن أضواء المدن، وأن تكون عين الراصد قد ألفت الظلام.
جدير بالذكر أن الاقتران المميز السابق بين الزهرة وعنقود الثريا كان في أبريل 2012 والتالي سيحدث في أبريل 2028.
اقرأ أيضًا: